قال : اذهبي فأنت حرّة لوجه الله.
(وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) : فعلة بالغة في القبح ، كالزّنا.
(أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) : بأن أذنبوا أيّ ذنب كان.
وقيل (١) : الفاحشة الكبيرة ، وظلم النّفس الصّغيرة. ولعلّ الفاحشة ما يتعدّى ، وظلم النّفس ما ليس كذلك.
(ذَكَرُوا اللهَ) : تذكّروا وعيده ، أو حكمه ، أو حقّه العظيم.
(فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) : بالنّدم والتّوبة.
(وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) : استفهام بمعنى النّفي ، معترض بين المعطوفين. والمراد به وصفه ـ تعالى ـ بسعة الرّحمة ، وعموم المغفرة ، والحثّ على الاستغفار ، والوعد (٢) بقبول التّوبة.
(وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا) ، أي : لم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين.
وفي أصول الكافي (٣) : أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النّضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية قال : الإصرار ، أن يذنب الذّنب فلا يستغفر الله ولا يحدّث نفسه بتوبة ، فذلك الإصرار.
عليّ بن إبراهيم (٤) ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : لا والله ، لا يقبل الله شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه.
عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد (٥) بن خالد ، عن عبد الله بن محمّد النّهيكيّ (٦) ، عن عمّار بن مروان القنديّ ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار.
محمّد بن يحيى ، عن أحمد (٧) بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن معاويه بن عمّار
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ١٨٢.
(٢) أ : الوعيد.
(٣) الكافي ٢ / ٢٨٨ ، ح ٢.
(٤) نفس المصدر والموضع ، ح ٣.
(٥) نفس المصدر والموضع ، ح ١.
(٦) ر : «محمد بن عبد الله بن محمد النّهيكيّ». وهو وهم. ر. رجال النجاشي / ٢٢٩ ، رقم ٦٠٥.
(٧) نفس المصدر ٢ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧ ، ح ٤.