الباقر ـ عليه السّلام ـ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حديث طويل ، وفيه خطبة الغدير ، وفيها : معاشر النّاس ، أنذركم إنّي رسول الله إليكم (١) ، قد خلت من قبلي الرّسل ، أفإن متّ أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئا وسيجزي الله الشّاكرين ، ألا وإنّ عليّا هو الموصوف بالصّبر والشّكر ، ثمّ من بعده ولدي من صلبه.
وفيه (٢) بإسناده قال عليّ ـ عليه السّلام ـ في خطبة له : إنّ الله ذا الجلال والإكرام ، لمّا خلق الخلق (٣) واختار خيرة من خلقه ، واصطفى صفوة من عباده ، وأرسل رسولا منهم ، وأنزل عليه كتابه ، وشرع له دينه ، وفرض فرائضه ، فكانت الجملة قول الله ـ جلّ ذكره ـ حيث أمر فقال : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فهو لنا أهل البيت خاصّة دون غيرنا ، فانقلبتم على أعقابكم ، وارتددتم ، ونقضتم الأمر ، ونكثتم العهد ، ولم تضرّوا الله شيئا.
وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن عبد الصّمد بن بشير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : أتدرون (٥) مات النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أو قتل؟ إنّ الله يقول : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ).
ثمّ قال (٦) : إنّهما سقتاه قبل الموت (٧)
: (يعني : الامرأتين) (٨) (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) : إلّا بمشيئته ، أو بإذنه لملك الموت في قبض روحها ، لا يستأخر ساعة بالإحجام عن القتال ولا يستقدم بالإقدام عليه. وفيه
__________________
(١) ليس في المصدر.
(٢) نفس المصدر ١ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤.
(٣) «و» ليس في المصدر.
(٤) تفسير العياشي ١ / ٢٠٠ ، ح ١٥٢.
(٥) المصدر : تدرون.
(٦) المصدر : «فسمّ قبل الموت» بدل «ثمّ قال».
(٧) «قبل الموت» في المصدر ، بين المعقوفتين. وإذا كانت العبارات التالي كعبارات المصدر ، فلا داعي لتكرارها.
(٨) ما بين القوسين ليس في المصدر. والظاهر هو توضيح من المفسر.