وفي كتاب معاني الأخبار (١) : أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخل ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن هذه الآية في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ).
قال : فقال : أتدري ما سبيل الله؟
قال : لا والله إلّا أن أسمعه منك.
قال : سبيل الله عليّ ـ عليه السّلام (٢) ـ وذرّيّته ، و «سبيل الله (٣)» من قتل في ولايته قتل في سبيل الله ، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله.
وقرأ حفص ، بالياء (٤).
(وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ) : على أي وجه اتّفق هلاكهم ، (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) (١٥٨) لإلى معبودكم الّذي توجّهتم إليه وبذلتم مهجكم لأجله لا إلى غيره ، لا محالة تحشرون فيوفيّ جزاءكم ويعظّم ثوابكم.
وقرأ نافع وحمزة والكسائيّ : «متّم» بالكسر (٥).
(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) ، أي : فبرحمة. و «ما» مزيدة للتّأكيد. والدّلالة على أنّ لينه لهم ما كان إلّا برحمة من الله ، وهو ربطه على جأشه وتوفيقه للرّفق بهم ، حتّى اغتمّ لهم بعد (٦) أن خالفوه.
(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا) : سيّء الخلق ، جافيا ، (غَلِيظَ الْقَلْبِ) : قاسيه ، (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) : لتفرّقوا عنك ، ولم يسكنوا إليك.
(فَاعْفُ عَنْهُمْ) : فيما يختصّ بك ، (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) : فيما لله.
وفي تفسير العيّاشيّ (٧) : عن صفوان قال : استأذنت لمحمّد بن خالد على (٨) الرّضا
__________________
(١) معاني الأخبار / ١٦٧ ، ح ١.
(٢) المصدر : [هو] عليّ ـ عليه السّلام.
(٣) «وسبيل الله» في المصدر ، بين المعقوفتين.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ١٨٩.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) النسخ : «بعده» بدل «لهم بعد». وما أثبتناه في المتن موافق أنوار التنزيل ١ / ١٨٩.
(٧) تفسير العياشي ١ / ٢٠٣ ، ح ١٦٣.
(٨) هكذا في المصدر. وفي النسخ : عن.