في تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : أنّ سبب نزولها ، أنّه كان في الغنيمة الّتي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ، ففقدت ، فقال رجل من أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : مالنا لا نرى القطيفة ، لا أظنّ إلّا أنّ رسول الله أخذها. فأنزل الله في ذلك : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) (الآية) فجاء رجل إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : إنّ فلانا غلّ قطيفة فأخبأها (٢) هنالك. فأمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بحفر ذلك الموضع ، فأخرج القطيفة.
(وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، أي : يأتي بما غلّ من النّار يوم القيامة ، أي : يجعل ما غلّ في النّار ويكلّف بأن يخرجه منها ، كما رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره (٣) : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) قال : فصدق (٤) الله لم يكن الله ليجعل نبيّا غالا ، ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ، ومن غلّ شيئا رآه يوم القيامة في النّار ، ثمّ يكلّف أن يدخل إليه فيخرجه من النّار.
وفي أمالى الصّدوق ـ رحمه الله (٥) ـ : بإسناده إلى الصّادق ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه : إنّ رضا النّاس لا يملك وألسنتهم لا تضبط [..].ألم ينسبوه (٦) يوم بدر إلى أنّه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء ، حتّى أظهره الله على القطيفة ، وبرّأ نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ من الخيانة وأنزل بذلك في كتابه : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ).
(ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) : تعطي جزاء ما كسبت وافيا. وكان الظّاهر أن يقال : ثمّ توفّى ما كسبت ، لكنّه عمّم الحكم ليكون كالبرهان على المقصود والمبالغة فيه ، فإنّه إذا كان كاسب مجزئا بعمله ، فالغالّ مع عظم جرمه أولى.
(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١٦١) : فلا ينقص ثواب مطيعهم ، ولا يزاد عقاب عاصيهم.
(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ) : بالطّاعة ، إنكار للتّسوية ، (كَمَنْ باءَ) : رجع ،
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ١٢٦ ـ ١٢٧.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فأحضرها.
(٣) نفس المصدر ١ / ١٢٢.
(٤) المصدر : «ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة. وصدق» بدل «قال فصدق».
(٥) أمالي الصدوق / ٩١ و ٩٢ ، ضمن حديث ٣.
(٦) أ : بينوه.