يصيب (١) أحدهم الذّبحة فتذبحه ، هم فئة (٢) قصيرة أعمارهم قليلة مدّتهم خبيثة سيرتهم [منهم] (٣) الفويسق الملقّب بالهادي ، والنّاطق والغاوي ، يا أبا لبيد إنّ في حروف القرآن المقطّعة لعلما جمّا ، إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أنزل (الم ذلِكَ الْكِتابُ) فقام محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ حتّى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد (٤) يوم ولد وقد مضى من الألف السّابع مائة سنة وثلاث سنين ، ثمّ قال : وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطّعة ، إذا عدّدتها من غير تكرار ، وليس من حروف مقطّعة حرف تنقضي أيّام إلّا وقائم من بني هاشم عند انقضائه ، ثمّ قال : الألف واحد ، واللّام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصّاد تسعون ، فذلك مائة وإحدى وستّون ، ثمّ كان بدء (٥) خروج الحسين بن عليّ ـ عليه السّلام ـ الم الله ، فلمّا بلغت مدّته قام قائم ولد العبّاس عبد «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها «بالر» فافهم ذلك وعه واكتمه.
وإنّما فتح الميم في المشهورة ، وكان حقّها أن يوقف عليها ، لإلقاء حركة الهمزة عليها ليدلّ على أنّها في حكم الثّابت ، لأنّها أسقطت للتّخفيف لا للدّرج ، فإنّ الميم في حكم الوقف ، كقولهم : واحد اثنان ، لا لالتقاء السّاكنين ، فإنّه غير محذور في باب الوقف ، ولذلك لم يحرّك في لام.
وقرئ بكسرها ، على توهّم التّحريك لالتقاء السّاكنين. وقرأ أبو بكر بسكونها ، والابتداء بما بعدها على الأصل (٦).
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (٢) : (٧) : قد مرّ تفسيره فلا حاجة إلى تكريره.
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) ، أي : القرآن منجما ، (بِالْحَقِ) : بالعدل ، أو بالصّدق في أخباره ، أو بالحجج المحقّقة أنّه من عند الله. وهو في موضع الحال عن المفعول.
(مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) : من الكتب.
__________________
(١) المصدر : فتصيب.
(٢) النسخ : «فتنة». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) النسخ : «ولده». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٥) هكذا في أ. وفي الأصل ورو المصدر : بدو.
(٦) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٤٨.
(٧) البقرة ٢٥٥.