(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) : يظهرون خلاف ما يضمرونه. وإضافة القول إلى «أفواههم» تأكيد.
(وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ) (١٦٧) : من النّفاق ، ما يخلوا به بعضهم إلى بعض ، فإنّه يعلمه مفصّلا بعلم واجب ، وأنتم تعلمونه مجملا بأمارات.
في مصباح الشّريعة (١) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ في كلام له : ومن ضعف يقينه تعلّق بالأسباب ورخّص لنفسه بذلك ، واتّبع العادات وأقاويل النّاس بغير حقيقة ، والسّعي في أمور الدّنيا وجمعها وإمساكها ، يقرّبا للّسان ، أنّه لا مانع ولا معطي إلّا الله وأنّ العبد لا يصيب إلّا ما رزق وقسم له والجهد لا يزيد في الرّزق ، وينكسر ذلك بفعله وقلبه ، قال الله تعالى : (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ).
(الَّذِينَ قالُوا) : مرفوع ، بدل من واو «يكتمون.». أو منصوب على الذّمّ أو الوصف «للّذين نافقوا». أو مجرور ، بدل من الضّمير في «بأفواههم» أو «قلوبهم» ، (لِإِخْوانِهِمْ) : لأجلهم. يريد من قتل بأحد من أقاربهم ، أو من جنسهم ، (وَقَعَدُوا) : حال مقدّر بقد ، أي : قالوا : قاعدين عن القتال ، (لَوْ أَطاعُونا) : في القعود ، (ما قُتِلُوا) : كما لم نقتل.
وقرأ هشام : ما قتّلوا ، بالتّشديد (٢).
(قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٦٨) : في أنّكم تقدرون على دفع القتل وأسبابه ممّن كتب عليه ، فادفعوا عن أنفسكم الموت وأسبابه ، فإنّه أحرى بكم.
والمعنى : أنّ القعود غير مغن ، فإنّ أسباب الموت كثيرة ، كما أنّ القتال يكون سببا للهلاك والقعود سببا للنّجاة ، قد يكون الأمر بالعكس ، فإنّه قد يدفع بالقتال العدوّ فينجو ، وبالقعود يصير العدوّ جريئا فيغلب عليه فيهلك.
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) (٣) :
__________________
(١) شرح فارسى مصباح الشريعة ٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ١٩١.
(٣) ورد في حاشية الأصل عند تفسير هذه الآية هكذا : قال الفاضل الكاشي في تفسيره : والآية «تشتمل كل من قتل في سبيل [من سبل] الله [عزّ وجلّ] سواء كان قتله بالجهاد الأصغر وبدل النفس طلبا لرضا الله أو ـ