إلى المدينة ، وأنزل الله : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) (الآيات) (١).
[وفي تفسير فرات بن إبراهيم (٢) الكوفيّ : قال : حدّثنا الحسين بن الحكم معنعنا ، عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنه ـ في يوم أحد في قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) يعني الجراحة (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) [قال :] (٣) نزلت في عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ وتسعة نفر (٤) بعثهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في أثر أبي سفيان حين ارتحل ، فاستجابوا لله ولرسوله (٥)].(٦)
(الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) :
قيل (٧) : يعني ، الرّكب الّذين استقبلوهم (٨) من عبد قيس ، أو نعيم بن مسعود الأشجعيّ.
وفي مجمع البيان (٩) : عنهما ـ عليهما السّلام ـ : أنّ المراد نعيم
، وأطلق عليه النّاس لأنّه من جنسه ، كما قال : فلان يركب الخيل ، وماله إلّا فرس واحد. أو لأنّه انضمّ إليه ناس من المدينة وأذاعوا كلامه.
(إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) ، يعني أبا سفيان وأصحابه.
في مجمع البيان : في رواية أبي الجارود عن الباقر ـ عليه السّلام ـ : أنّها نزلت في غزوة بدر الصّغرى ، وذلك أنّ أبا سفيان قال يوم أحد حين أراد أن ينصرف : يا محمّد ، موعد ما بيننا وبينك موسم بدر الصّغرى لقابل إن شئت.
فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ذلك بيننا وبينك.
فلمّا كان العام المقبل ، خرج أبو سفيان في أهل مكّة حتّى نزل مجنة من ناحية
__________________
(١) يوجد في المصدر بدل «الآيات» نص الآية : «من بعد ما أصابهم القرح للّذين أحسنوا منهم واتّقوا أجر عظيم».
(٢) تفسير فرات / ١٩ ـ ٢٠ ، ذيل حديث.
(٣) من المصدر.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : منهم.
(٥) المصدر : للرسول.
(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ١٩٣.
(٨) هكذا في المصدر. وفي النسخ : استقبلتهم.
(٩) مجمع البيان ١ / ٥٤١. وما في المتن مضمون عبارة المجمع.