قول الله : (قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فأيّ رسول قبل الّذي (١) كان محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ بين أظهرهم ، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول ، إنّما رضوا قتل أولئك فسمّوا قاتلين.
وفي الكافي (٢) : محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي المغرا ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : كانت بنو إسرائيل إذا قرّبت القربان ، تخرج نار تأكل قربان من قبل منه ، وإنّ الله جعل الإحرام مكان القربان.
وفي كتاب الاحتجاج (٣) للطبّرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن موسى بن جعفر [، عن أبيه ،] (٤) عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ ـ عليهم السّلام ـ عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، وفيه قال ـ عزّ وجلّ ـ لنبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا أسري به : وكانت الأمم السّالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس ، فمن قبلت منه أرسلت إليه (٥) نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا ، وقد جعلت قربان أمّتك في بطون فقرائها ومساكينها ، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه (٦) عقوبات الدّنيا ، وقد رفعت ذلك عن أمّتك ، وهي من الإصار الّتي كانت على الأمم قبلك (٧).
[(فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) : تسلية للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في تكذيب الكفّار إيّاه ، بأنّه ليس بأوّل مكذّب من الرّسل ، جاءوا بالبينات ، أي : المعجزات الباهرات.
(وَالزُّبُرِ) : الّتي كتب فيها الحكم ، والزّواجر ، (وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) (١٨٤) :
الّذي ينير الحقّ لمن اشتبه عليه ، والهادي إلى الحقّ.
وقيل (٨) : المراد به التّوراة والإنجيل].(٩)
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «فأتى رسول الله قبل الذين» بدل «فأيّ رسول قبل الّذي».
(٢) الكافي ٤ / ٣٣٥ ، ح ١٦.
(٣) الاحتجاج ١ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩.
(٤) من المصدر.
(٥) المصدر : عليه.
(٦) هكذا في المصدر وأ. وفي الأصل ور : «وقعت» بدل «رفعت عنه».
(٧) المصدر : من كان من قبلك.
(٨) مجمع البيان ١ / ٥٥٠.
(٩) ما بين المعقوفتين ليس في أ.