إيقاعه على نفس المسموع. وفي تنكير المنادي وإطلاقه ثمّ تقييده بالوصف ، تعظيم لشأنه ، والمراد به الرّسول.
وقيل (١) : القرآن.
وفي تهذيب الأحكام (٢) : في الدّعاء بعد صلاة يوم الغدير المسند إلى الصّادق ـ عليه السّلام ـ : وليكن من دعائك في دبر هاتين الرّكعتين أن تقول : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) ـ إلى قوله (٣) ـ (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) إلى أن قال : ربّنا إنّنا سمعنا بالنّداء ، وصدّقنا المنادي رسول الله ، إذ نادى بنداء عنك بالّذي أمرته به أن يبلّغ ما أنزلت إليه من ولاية وليّ أمرك.
فعلى هذا معنى (أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ) : آمنوا به فيما ناداكم له رسوله ، وهو الإيمان بوصيّ رسوله.
(فَآمَنَّا) ، أي : آمنّا بالله ورسوله ووصيّ رسوله.
(رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) : كبائرنا ، فإنّها ذات تبعات وأذناب.
(وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا) : صغائرنا ، فإنّها مستقبحة ، ولكنّها مكفّرة عن مجتنب الكبائر.
(وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ) (١٩٣) : مخصوصين بصحبتهم ، معدودين في زمرتهم.
و «الأبرار» جمع برّ ، وبارّ ، كأرباب ، وأصحاب.
(رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ) ، أي : على تصديق رسلك من الثّواب ، أو على ألسنة رسلك ، أو منزلا على رسلك ، أو محمولا عليهم.
(وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) : بأن تعصمنا عمّا يقتضيه.
(إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (١٩٤) : بإثابة المؤمن ، وإجابة الدّاعي. وتكرير «ربّنا» للمبالغة في الابتهال ، والدّلالة على استقلال المطالب وعلو شأنها.
(فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) ، أي : طلبتهم. وهو أخصّ من الإجابة ، لجواز أن تكون الإجابة بالرّدّ. وتعدّى بنفسه ، وباللّام.
(أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) : بأنّي لا أضيّع.
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) تهذيب الأحكام ٣ / ١٤٤ ، ضمن حديث ٣١٧.
(٣) ذكر في المصدر ، نفس الآية بدل «إلى قوله».