(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً) (الآيات [إلى] قوله) (١) (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى). الذّكر عليّ ، والأنثى الفواطم (٢) (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) يعني ، عليّ من فاطمة ، أو قال : الفواطم ، وهنّ من عليّ (٣).
وذكر عليّ بن عيسى ـ رحمه الله ـ في كشف الغمّة (٤) : أنّ هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ في توجّهه إلى المدينة ، وذكر الحكاية كما في الأمالي.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : ثمّ ذكر أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وأصحابه المؤمنين فقال : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) يعني ، أمير المؤمنين ، وسلمان ، وأبا ذرّ حين أخرج ، وعمّار (٦) ، الّذين أوذوا ـ إلى آخر الآية ـ.
(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) (١٩٦) :
الخطاب للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ والمراد أمّته ، أو تثبيته على ما كان عليه ، أو لكلّ أحد.
والمعنى : لا تنظر إلى ما الكفرة عليه من السّعة والحظّ ، ولا تغترّ بظاهر ما ترى من تبسّطهم في مكاسبهم ومتاجرهم ومزارعهم.
نقل (٧) : أنّ بعض المؤمنين كانوا يرون المشركين في رخاء ولين عيش فيقولون : إنّ أعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد ، فنزلت.
(مَتاعٌ قَلِيلٌ) : خبر مبتدأ محذوف ، أي : ذلك التّقلّب متاع قليل ، لقصر مدّته وفي جنب ما أعدّ الله للمؤمنين.
وفي الحديث النّبويّ (٨) : ما الدّنيا في الآخرة إلّا مثل ما يجعل أحدكم (٩) إصبعه في اليمّ ، فلينظر بم يرجع.
(ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) (١٩٧) : ما مهّدوا لأنفسهم.
__________________
(١) ذكر في المصدر نفس الآيات بدل قول المفسر : الآيات [إلى] قوله.
(٢) المصدر : الفواطم المتقدم ذكر هنّ وهنّ فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وفاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير.
(٣) «أو قال الفواطم وهنّ من عليّ» ليس في المصدر.
(٤) كشف الغمة في معرفة الأئمة ١ / ٤٠٦.
(٥) تفسير القمي ١ / ١٢٩.
(٦) «وعمّار» ليس في المصدر.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٢٠٠. وفيه : روى.
(٨) نفس المصدر والموضع.
(٩) هكذا في المصدر. وفي النسخ : أحدهم.