ولا يكون إلى سبيل أكثر من واحد.
عليّ بن محمّد رفعه (١) ، عن محمّد بن حمران ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ خلق للرّحم أربعة أوعية ، فما كان في الأوّل فللأب ، وما كان في الثّاني فللأم ، وما كان في الثّالث (٢) فللعمومة ، وما كان في الرّابع (٣) فللخئولة. وذلك التّصوير بعد مكث النّطفة في الرّحم أربعين يوما.
يدلّ عليه ما رواه في كتاب علل الشّرائع (٤) : بإسناده إلى محمّد بن عبد الله بن زرارة ، عن عليّ بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ قال : تعتلج النطفتان في الرّحم فأيّتهما كانت أكثر جاءت تشبهها ، فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت يشبه (٥) أخواله ، وان كانت نطفة الرّجل أكثر جاءت يشبه (٦) أعمامه.
وقال : تحول النّطفة في الرّحم أربعين يوما ، فمن أراد أن يدعو الله ـ عزّ وجلّ ـ ففي تلك الأربعين قبل أن يخلق (٧) ، ثمّ يبعث الله ـ عزّ وجلّ ـ ملك الأرحام ، فيأخذها فيصعد بها إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ فيقف منه ما شاء (٨) الله ، فيقول : يا إلهي أذكر أم أنثى؟ فيوحي الله ـ عزّ وجلّ ـ ما يشاء.
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : إذ لا يعلم ولا يفعل جملة ما يعلمه ، ولا يقدر أن يفعل مثل ما يفعله غيره.
(الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٦) : إشارة إلى كمال قدرته ، وتناهي حكمته.
قال البيضاويّ (٩) : قيل : هذا حجاج (١٠) على من زعم أنّ عيسى كان ربّا ، فإنّ وفد نجران لمّا حاجّوا فيه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ نزلت السّورة من أوّلها إلى نيف وثمانين آية ، تقريرا لما احتجّ به عليهم وأجاب عن شبههم.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) : أُحكمت عبارتها ، بأن
__________________
(١) نفس المصدر ٦ / ١٧ ، ح ٢.
(٢) النسخ : للثالث. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٣) النسخ : للرابع. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٤) علل الشرائع / ٩٥ ، ح ٤.
(٥ و ٦) المصدر : تشبه.
(٧) المصدر : تخلق.
(٨) المصدر : «حيث يشاء» بدل «ما شاء».
(٩) أنوار التنزيل ١ / ١٤٩.
(١٠) النسخ : احتجاج. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.