أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن بدء النّسل من آدم كيف كان؟ وعن بدء النّسل من ذرّيّة آدم ، وذكر الحديث ، وفيه زيادة وهي قوله : وآخر تنكرت له أمّه ففعل هذا بعينه ، فكيف الإنسان وفي نسبه (١) وفضله [وعلمه؟] (٢) غير أنّ جيلا من هذا الخلق الّذي ترون ، رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه ، فصاروا إلى ما قد ترون من الضّلال والجهل بالعلم كيف كانت الأشياء الماضية من بدء أن خلق الله ما خلق ، وما هو كائن أبدا.
ثمّ قال : ويح هؤلاء ، أين هم عمّالا يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق؟ إنّ (٣) الله أمر القلم ، فجرى على اللّوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل [خلق] (٤) آدم بألفي عام ، وإنّ كتب الله كلّها فيما جرى [فيه] (٥) القلم في كلّها تحريم الأخوات على الإخوة مع ما حرّم ، وهذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم : التّوراة والإنجيل والزّبور والفرقان ، أنزلها الله عن اللّوح المحفوظ على رسله ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ منها التّوراة على موسى ، والزّبور على داود ، والإنجيل على عيسى ، والفرقان (٦) على محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وعلى النّبيّين ـ عليهم السّلام ـ ليس فيها تحليل شيء من ذلك ، حقّا أقول ، ما أراد من يقول هذا وشبهه إلّا تقوية حجج المجوس ، فما لهم قاتلهم الله.
[ثم أنشا يحدثّنا كيف كان بدء النّسل من آدم ، وكيف كان بدء النّسل من ذريته ،] (٧) فقال (٨) : إنّ آدم ـ صلوات الله عليه ـ ولد له سبعون بطنا ، في كلّ بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل ، فلمّا قتل [قابيل] (٩) هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن إتيان النّساء ، فبقي لا يستطيع أن يغشى حوّاء خمسمائة عام ، ثمّ تجلّى (١٠) ما به من الجزع
__________________
(١) كذا في النسخ. وفي المصدر : «أنسيّته». ولعلّ الأصح : «إنسانيّته».
(٢) من المصدر.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فانّ.
(٤ و ٥) من المصدر.
(٦) المصدر : القرآن.
(٧) من المصدر.
(٨) هكذا في المصدر. وفي النسخ : قال.
(٩) من المصدر.
(١٠) المصدر : تخلّى.