وقرئ : حوبا. وهو مصدر ، حاب يحوب حوبا (١).
وقرئ : حابا (٢) ، كقال [قولا وقالا].(٣) بناء على أنّه «حوب» بفتح الواو.
[وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ وأبي الحسن ـ عليه السّلام ـ : (إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) قال : هو ممّا تخرج (٥) الأرض من أثقالها].(٦)
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) :
قيل (٧) : يعني : إن خفتم أن لا تعدلوا في يتامى النّساء إذا تزوّجتم بهنّ ، فتزوّجوا ما طاب [لكم] (٨) من غيرهنّ ، إذ كان الرّجل يجد يتيمة ذات مال وجمال ، فيتزوّجها ضنّا بها ، فربّما يجتمع عنده منهنّ عدد [، و] (٩) لا يقدر على القيام بحقوقهنّ.
أو إن خفتم أن لا تعدلوا في حقوق اليتامى ، فتحرّجتم منها ، فخافوا ـ أيضا ـ أن لا تعدلوا بين النّساء ، فانكحوا مقدارا يمكنكم الوفاء بحقّه ، لأنّ المتحرّج من الذّنب ينبغي أن يتحرّج من الذّنوب كلّها ، على ما روي : أنّه [تعالى ـ] (١٠) لمّا عظّم أمر اليتامى تحرّجوا من ولايتهم ، وما كانوا يتحرّجون من تكثير النّساء وإضاعتهنّ ، فنزلت.
وقيل : كانوا يتحرّجون من ولاية اليتامى ، ولا يتحرّجون من الزّنا ، فقيل لهم : إن خفتم ألّا تعدلوا في أمر اليتامى فخافوا الزّنا ، فانكحوا ما حلّ لكم.
وفي كتاب الاحتجاج (١١) للطبرسيّ ـ رحمه الله ـ عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، وفيه يقول – عليه السّلام ـ لبعض الزّنادقة : وأمّا ظهورك على تناكر قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ) (١٢) (خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النّساء ، ولا كلّ النّساء يتامى (١٣) ، فهو ممّا قدّمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن ، وبيّن القول في اليتامى وبيّن نكاح النّساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن ، وهذا وما أشبهه ممّا ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) الكشاف ١ / ٤٤٦.
(٣) من أنوار التنزيل.
(٤) تفسير العياشي ١ / ٢١٧ ، ح ١١.
(٥) المصدر : يخرج.
(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(٨ و ٩) من المصدر.
(١٠) من المصدر.
(١١) الاحتجاج ١ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨.
(١٢) المصدر : فان.
(١٣) المصدر : أيتام.