و «خالدين» حال مقدّرة ، كقولك : مررت برجل معه صقر صائد به غدا. وكذلك «خالدا» وليستا صفة لجنّات ونارا ، والّا لوجب إبراز الضّمير ، لأنّهما جرتا على غير من هما له (١).
(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ) : أي يفعلنها ، يقال : أتى الفاحشة وجاءها وغشيها ورهقها ، إذا فعلها. وهي الزّنا ، لزيادة قبحها وشناعتها.
(فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) : فاطلبوا ممّن قذفهنّ أربعة من الرّجال المؤمنين يشهدون عليهنّ.
(فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) : فاحبسوهنّ فيها.
(حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) ، أي : حتّى يستوفي أرواحهنّ الموت ، أو يتوفّاهن ملائكة الموت. كان ذلك عقوبتهم في أوائل الإسلام فنسخ بالحدّ.
في مجمع البيان (٢) : عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ : أنّ هذه الآية منسوخة.
(أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (١٥) : كتعيين الحدّ المخلّص عن الحبس.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سألته عن هذه الآية : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ) إلى (سَبِيلاً).
قال : هذه منسوخة.
قال : قلت : كيف كانت؟
قال : كانت المرأة إذا فجرت ، فقام عليها أربعة شهود أدخلت بيتا ولم تحدّث ولم تكلّم ولم تجالس ، وأوتيت فيه بطعامها وشرابها حتّى تموت.
قلت : فقوله : أو يجعل الله لهنّ سبيلا؟
قال : جعل السّبيل الجلد والرّجم.
(وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) ، يعني : الزّانية والزّاني.
وقرأ ابن كثير ، بتشديد النّون ، وتمكين مدّ الألف. والباقون ، بالتّخفيف ، من غير تمكين (٤).
(فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) : فاقطعوا عنهما الأذى ، وأعرضوا عنهما
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٠٩.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٢١.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٢٢٧ ، ح ٦١. وللحديث تتمة.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٢٠٩.