(وَكانَ اللهُ عَلِيماً) : يعلم إخلاصهم في التّوبة.
(حَكِيماً) (١٧) : لا يعاقب التّائب.
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) : في من لا يحضره الفقيه (١) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل عن هذه الآية.
فقال : ذلك إذا عاين أمر الآخرة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) : حدّثني أبي ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : نزلت (٣) في القرآن أنّ زعلون تاب حيث لم تنفعه التّوبة ، ولم تقبل منه.
[وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن الحلبيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) قال : هو الفرّار تاب حين لم ينفعه التّوبة ، ولم يقبل منه] (٥).
(وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) : سوّى بين من سوّف التّوبة إلى حضور الموت ، من الفسقة والكفّار ، وبين من تاب على الكفر في نفي التّوبة ، للمبالغة في عدم الاعتداد بها في تلك الحالة ، وكأنّه قال : توبة هؤلاء وعدم توبة هؤلاء سواء.
وقيل (٦) : المراد بالّذين يعملون السّوء عصاة المؤمنين ، وبالّذين يعملون السّيّئات المنافقون لتضاعف كفرهم وسوء أعمالهم ، وبالّذين يموتون الكفّار.
(أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٨) : تأكيد لعدم قبول توبتهم ، وبيان لتهيئة عذابهم ، وأنّه يعذّبهم متى شاء.
والأعتاد ، من العتاد ، وهو العدّة.
وقيل (٧) : أصله ، أعددنا ، فأبدلت الدّال الأولى.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ / ٧٩ ، ح ٣٥٥.
وفيه : وسئل الصادق ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) فقال ...
(٢) تفسير القمي ١ / ١٣٣.
(٣) المصدر : نزل.
(٤) تفسير العياشي ١ / ٢٢٨ ، ح ٦٣.
(٥) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٢١٠.
(٧) نفس المصدر والموضع.