و «البهتان» ، الكذب الّذي يبهت المكذوب عليه. وقد يستعمل في الفعل الباطل ، ولذلك فسّر ـ هاهنا ـ بالظّلم.
(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ) : إنكار لاسترداد المهر ، والحال أنّه وصل إليها بالملامسة ودخل بها وتقرّر المهر.
(وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (٢١) : عهدا وثيقا.
في مجمع البيان (١) : عن الباقر ـ عليه السّلام ـ : هو العهد المأخوذ على الزّوج حالة العقد ، من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
وفي الكافي (٢) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيّوب ، عن بريد [العجليّ] (٣) قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً).
قال : الميثاق هي الكلمة الّتي عقد بها النّكاح ، وأمّا [قوله : «] (٤) غليظا». فهو ماء الرّجل يفضيه إليها (٥).
وعن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (٦) أخذتموهنّ بأمانة الله ، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله.
(وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ) ، أي : الّتي نكحها آباؤكم. وإنّما ذكر «ما» دون «من» لأنّه أريد به الصّفة ، أو إشارة إلى نقصان عقولهنّ.
وقيل (٧) : «ما» مصدريّة ، على إرادة المفعول من المصدر.
(مِنَ النِّساءِ) : بيان ما نكح على الوجهين.
(إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) : استثناء من المعنى اللازم للنّهي ، وكأنّه قيل : تستحقّون العقاب بنكاح منكوحة آبائكم ، إلّا ما قد سلف. أو من اللّفظ ، للمبالغة في التّحريم والتّعميم ، كقوله (٨) :
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم. |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٢٦.
(٢) الكافي ٥ / ٥٦٠ ، ح ١٩.
٣ و ٤ ـ من المصدر.
(٥) المصدر : إلى امرأته.
(٦) مجمع البيان ٢ / ٢٦.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٢١١.
(٨) نفس الموضع والمصدر.