فأكل نصفا وأطعم عليّا نصفا.
ثمّ قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا أخي هل تدري ما هاتان الرّمّانتان؟
قال : لا.
قال : أمّا الأولى فالنّبوّة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه.
فقلت : أصلحك الله كيف يكون (١) شريكه فيه؟
قال : لم يعلّم الله محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ [علما] (٢) إلّا وأمره أن يعلّمه عليّا ـ عليه السّلام ـ.
ويؤيّده ما رواه أيضا ، عن محمّد بن يحيى (٣) ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : نزل جبرئيل ـ عليه السّلام ـ على محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ برمّانتين من الجنّة ، فلقيه عليّ ـ عليه السّلام ـ فقال له : ما هاتان الرّمّانتان الّتي في يدك؟
فقال : أمّا هذه فالنّبوّة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا هذه فالعلم. ثمّ فلقها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ نصفين (٤) فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ نصفها ، ثمّ قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه.
قال : فلم يعلّم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حرفا ممّا علّمه الله ـ عزّ وجلّ ـ إلّا وقد علّمه عليّا ، ثمّ انتهى العلم إلينا ، ثمّ وضع يده على صدره.
وأوضح من هذا بيانا ما رواه أيضا ، عن أحمد بن محمّد (٥) ، عن عبد الله [بن] (٦) الحجّال ، عن أحمد بن عمر الحلبيّ (٧) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ فقلت : جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة ، فههنا (٨) أحد يسمع كلامي؟
__________________
(١) الكافي : كان يكون.
(٢) يوجد في الكافي.
(٣) نفس المصدر والموضع ، ح ٣.
(٤) الكافي : بنصفين.
(٥) نفس المصدر ١ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، ح ١.
(٦) يوجد في الكافي.
(٧) كذا في الكافي. وفي النسخ وشرح الآيات : أحمد بن محمد الحلبي
(٨) الكافي : هاهنا.