في القتال ، فتقاتلوا من لا تطيقونه.
وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عنه ـ عليه السّلام ـ : كان المسلمون يدخلون على عدوّهم في المغارات فيتمكّن منهم عدوّهم فيقتلهم كيف يشاء ، فنها هم الله تعالى أن يدخلوا عليهم في المغارات.
قيل (٢) : «جمع في التّوصية بين حفظ النّفس والمال الّذي هو شقيقها ، من حيث أنّه سبب قوامها ، استبقاء لهم ريثما تستكمل النّفوس وتستوفي فضائلها ، رأفة بهم ورحمة» ، كما أشار إليه بقوله : (إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٢٩) ، أي : أمر ما أمر ونهى عمّا نهى لفرط رحمته عليكم ، معناه : أنّه كان بكم ـ يا أمّة محمّد ـ رحيما لمّا أمر بني إسرائيل بقتل الأنفس ونهاكم عنه.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن (أمير المؤمنين) ـ عليه السّلام ـ قال : سألت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن الجبائر تكون على الكسير ، كيف يتوضّأ صاحبها ، وكيف يغتسل إذا أجنب؟
قال : يجزئه المسح (٤) بالماء عليها في الجنابة والوضوء.
قلت : وإن كان في برد يخاف على نفسه إذا أفرغ الماء على جسده؟
فقرأ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً).
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) : إشارة إلى ما سبق من المنهيّات ، (عُدْواناً وَظُلْماً) : إفراطا في التّجاوز عن الحدّ ، وإتيانا بما لا يستحقّه.
وقيل (٥) : أراد بالعدوان التّعدّي ، وبالظّلم ظلم النّفس بتعريضها للعقاب.
(فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً) : ندخله إيّاها.
وقرئ ، بالتّشديد ، من صلّى. وبفتح النّون ، من صلاه يصليه. ومنه : شاة مصلية.
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٢٣٧ ، ذيل حديث ١٠٣. وقد مرّ صدره آنفا.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢١٦.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٢٣٦ ، ح ١٠٢ ، بإسقاط لأوّل سنده.
(٤) المصدر : المس.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٢١٦.