(وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) : من الأمور الدّنيويّة كالجاه والمال ، لأنّه حسد يورث التّعادي والتّباغض.
في مجمع البيان (١) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ ، أي : لا يقل أحد (٢) : ليت ما أعطي فلان من المال والنّعمة والمرأة الحسناء كان لي ، فإنّ ذلك حسد (٣) ، ولكن يجوز أن يقول : اللهمّ أعطني مثله.
وفي كتاب الخصال (٤) : عن أبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من تمنّى شيئا وهو لله ـ تعالى ـ رضى لم يخرج من الدّنيا حتّى يعطاه.
وفيما علّم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أصحابه (٥) : في كلّ امرئ واحدة من ثلاث : الكبر والطّيرة والتّمنّي ، فإذا تطيّر أحدكم فليمض على طيرته وليذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشّاة ، وإذا تمنّى فليسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ وليبتهل (٦) إليه ولا تنازعه (٧) نفسه إلى الإثم.
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) بيان لذلك ، أي : لكلّ من الرّجال والنّساء فضل ونصيب بسبب ما اكتسب ومن أجله ، فاطلبوا الفضل بالعمل لا بالحسد والتّمنّي.
وقيل (٨) : المراد ، نصيب الميراث ، وتفضيل الورثة بعضهم على بعض فيه ، وجعل ما قسّم لكلّ منهم على حسب ما عرف من حاله الموجب للزّيادة والنّقص ، كالمكتسب له.
(وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) ، أي : لا تتمنّوا ما للنّاس ، واسألوا الله مثله من خزائنه الّتي لا تنفد.
قيل (٩) : أو لا تتمنّوا ، واسألوا الله من فضله بما يقرّبه ويسوقه إليكم.
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٤٠.
(٢) المصدر : أحدكم.
(٣) المصدر : حسدا.
(٤) الخصال / ٤ ، ح ٧. وفيه بإسناده إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد ـ عليهما السّلام ـ عن آبائه ، عن عليّ ـ عليهم السّلام ـ قال : ...
(٥) نفس المصدر / ٦٢٤.
(٦) المصدر : يبتهل.
(٧) المصدر : لا ينازعه.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ٢١٧.
(٩) نفس المصدر والموضع.