فحذف العهود وأقيم الضّمير المضاف إليه مقامه ، ثمّ حذف كما حذف في القراءة الأخرى. (١) (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) (٣٣) : تهديد على منع نصيبهم.
(الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) : يقومون عليهنّ قيام الولاة على الرّعيّة ، وعلّل ذلك بأمرين : موهبيّ وكسبيّ ، فقال : (بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) : بسبب تفضيله الرّجال على النّساء ، بكمال العقل وحسن التّدبير ومزيد القوّة في الأعمال والطّاعات. ولذلك خصّوا بالنّبوّة والإمامة ، وإقامة الشّعائر ، والشّهادة في مجامع القضايا ، ووجوب الجهاد ، والجمعة ، وزيادة سهمهم في الميراث.
(وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ) : في نكاحهنّ ، كالمهر والنّفقة.
وفي كتاب علل الشّرائع (٢) : حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه ، عن عمّه ، عن أحمد ابن أبي عبد الله ، عن أبي الحسن البرقيّ ، عن عبد الله بن جبلة ، عن معاوية بن عمّار ، عن الحسن بن عبد الله ، عن آبائه ، عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب ـ عليهم السّلام ـ : قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أن قال : ما فضل الرّجال على النّساء؟
فقال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ كفضل السّماء على الأرض وكفضل الماء على الأرض ، فالماء يحيي (٣) الأرض وبالرّجال يحيى النّساء ، ولولا الرّجال ما خلقت (٤) النّساء ، يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ).
قال اليهوديّ : لأيّ شيء كان هكذا؟
فقال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : خلق الله ـ عزّ وجلّ ـ آدم من طين ، ومن فضلته وبقيّته خلقت حوّاء ، وأوّل من أطاع النّساء آدم ، فأنزله الله ـ عزّ وجلّ ـ من الجنّة ، وقد بيّن فضل الرّجال على النّساء في الدّنيا ، ألا ترى إلى النّساء كيف يحضن ولا يمكنهنّ العبادة من القذارة والرّجال لا يصيبهم شيء من الطّمث.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٢١٧.
(٢) علل الشرائع / ٥١٢ ، ح ١.
(٣) المصدر : يحيى.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : ما خلقوا.