ـ عليه السّلام ـ : أتدري من الشّحيح؟
فقلت : هو البخيل.
فقال : الشّحّ ، أشدّ من البخل ، إنّ البخيل يبخل بما في يده ، والشّحيح يشحّ بما في أيدي النّاس وعلى ما في يديه حتّى لا يرى في أيدي النّاس شيئا إلّا تمنّى أن يكون له بالحلّ والحرام ، ولا يقنع بما رزقه الله ـ عزّ وجلّ ـ.
وقال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ (١) : إذا لم يكن لله ـ عزّ وجلّ ـ في العبد حاجة ابتلاه بالبخل.
وقرأ حمزة والكسائي هاهنا وفي الحديد : «بالبخل» بفتح الحرفين ، وهي لغة (٢).
(وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) : من الغنى والعلم ، حيث ينبغي الإظهار.
(وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) (٣٧) : وضع الظّاهر فيه موضع المضمر ، إشعارا بأنّ من هذا شأنه فهو كافر لنعمة الله ، ومن كان كافرا لنعمة الله فله عذاب يهينه ، كما أهان النّعمة بالبخل والإخفاء.
قيل (٣) : الآية نزلت في طائفة من اليهود [كانوا] (٤) يقولون للأنصار تنصيحا (٥) : لا تنفقوا أموالكم فإنّا نخشى عليكم الفقر.
وقيل : في الّذين كتموا صفة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ) : عطف على (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) أو الكافرين شاركهم مع البخل في الذّمّ والوعيد ، لأنّ البخل والسّرف الّذي هو الإنفاق لا على ما ينبغي ، من حيث أنّهما طرفا إفراط وتفريط سواء في القبح واستجلاب الذّمّ.
أو مبتدأ خبره محذوف ، يدلّ عليه ما بعده ، أي : قرينهم الشّيطان.
(وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) : ليتحرّوا بالإنفاق مراضيه وثوابه.
قيل (٦) : هم مشركوا مكّة.
وقيل : المنافقون.
__________________
(١) نفس المصدر ٢ / ٣٥ ، ح ١٤٤.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢١٩.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) من المصدر.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : تنصّحا.
(٦) نفس المصدر والموضع.