ما وعد في مقابلة العمل.
(أَجْراً عَظِيماً) (٤٠) : عطاء جزيلا. وإنّما سمّاه أجرا ، لأنّه تابع للأجر مزيد عليه.
(فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) : فكيف حال هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم إذا جئنا من كلّ أمّة شهيد ، يعني : نبيّهم ليشهد على فساد عقائدهم وقبح أعمالهم.
والفاء في «فكيف» الفصيحة ، أي : إذا عرضت حال هؤلاء. والظّرف ، أعني : «إذا» متعلّق «بكيف» ، أي : كيف حال هؤلاء في هذا الوقت (١).
(وَجِئْنا بِكَ) : يا محمّد ، (عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٤١) : تشهد على صدق هؤلاء الشّهداء لعلمك بعقائدهم ، واستجماع شرعك مجامع قواعدهم.
وقيل (٢) : هؤلاء إشارة إلى الكفرة المستفهم عن حالهم.
وقيل : إلى المؤمنين ، كقوله تعالى : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).
في كتاب التّوحيد (٣) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ وقد ذكر أهل المحشر : ثمّ يجتمعون في مواطن أخر (٤) فيستنطقون فيفرّ بعضهم من بعض ، (فذلك) قوله ـ عزّ وجلّ (٥) ـ (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) فيستنطقون فلا يتكلّمون إلّا من أذن له الرّحمن وقال صوابا ، فيقوم الرّسل ـ عليهم السّلام ـ فيشهدون في هذه المواطن (٦) ، فذلك قوله : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً).
وفي كتاب الاحتجاج (٧) للطبّرسيّ ـ رحمه الله ـ عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في حديث ، يذكر فيه أحوال أهل الموقف ، وفيه : فيقام الرّسل فيسألون (٨) عن تأدية
__________________
(١) في الهامش الأصل : «ردّ على البيضاوي حيث جعله متعلّقا بمضمون المبتدأ أو الخبر من هول الأمر وتعظيم الشأن. [أنوار التنزيل ١ / ٢٢٠] (منه سلّمه الله تعالى.)
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢٢٠.
(٣) التوحيد / ٢٦١.
(٤) المصدر : موطن اخر.
(٥) عبس / ٣٤.
(٦) المصدر : هذا المؤطن.
(٧) الاحتجاج ١ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.
(٨) المصدر : فيسئلون.