وفي مجمع البيان (١) : وروي : أنّ عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية [على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٢) ففاضت عيناه.
(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) : بيان لحالهم حينئذ ، أي : يودّ الّذين كفروا بمعصية الرّسول في ذلك الوقت ، أي : تسوّى بهم الأرض كالموتى ، أو لم يبعثوا ، أو لم يخلقوا وكانوا هم والأرض سواء.
(وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) (٤٢) : عطف [على يودّ ، أي : يومئذ لا يقدرون على كتمان حديث من الله ، لأنّ جوارحهم تشهد عليهم.
وقيل (٣) : الواو للحال ، أي : يودّون أن تسوّى بهم الأرض ، وحالهم أنّهم لا يكتمون من الله حديثا ولا يكذبونه بقولهم : والله ربّنا ما كنّا مشركين. يشتدّ عليهم الأمر من شهادة جوارحهم فيتمنّون أن تسوّى بهم الأرض.
وفي تفسير العيّاشي (٤) : عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ عن جدّه ، (٥) عن أمير المؤمنين ـ عليهم السّلام ـ في خطبة يصف بها (٦) هول يوم القيامة : ختم على الأفواه فلا تكلّم ، وتكلّمت (٧) الأيدي ، وشهدت الأرجل ، ونطقت الجلود بما عملوا ، فلا يكتمون الله حديثا.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٨) : قال : يتمنّى الّذين غصبوا أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أن تكون الأرض ابتلعتهم في اليوم الّذي اجتمعوا فيه على غصبه ، وأن لم يكتموا (٩) ما قاله رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فيه.
وقرأ نافع وابن عامر : «تسوّى» على أنّ أصله «تستوي» فأدغم التّاء في السّين.
وحمزة والكسائي : «تسوّى» على حذف التّاء الثّانية ، يقال : سوّيته فتسوّى (١٠).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) ، أي : لا تقوموا إليها وأنتم سكارى ـ من نحو نوم وكسل وغير ذلك ـ حتّى تعلموا وتفهموا
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٤٩.
(٢) من المصدر.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٢٢٠.
(٤) تفسير العياشي ١ / ٢٤٢ ، ح ١٣٣.
(٥) المصدر : «قال : قال» بدل «عن».
(٦) ليس في المصدر.
(٧) المصدر : فتكلّمت.
(٨) تفسير القمي ١ / ١٣٩.
(٩) هكذا في المصدر. وفي النسخ : لا يكتموا.
(١٠) أنوار التنزيل ١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١.