(فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) : فتعمّدوا ترابا طاهرا ، فامسحوا ببعض الوجوه والأيدي.
وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن أبي أيّوب ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : التّيمّم بالصّعيد لمن لم يجد الماء كمن توضّأ من غدير من ماء ، أليس الله يقول : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً).
قال : قلت : فإن أصاب الماء وهو في آخر الوقت؟
قال : فقال : قد مضت صلاته.
قال : قلت له : فيصلّي بالتّيمّم صلاة أخرى.
قال : إذا رأى الماء وكان يقدر عليه انتقض التّيمّم.
وفي كتاب معاني الأخبار (٢) : وقد روي عن الصّادق أنّه قال : الصّعيد ، الموضع المرتفع. والطّيّب ، الموضع الّذي ينحدر منه الماء.
وقيل (٣) : الصّعيد ، وجه الأرض ، ترابا كان أو غيره فيجوز التّيمّم على الحجر الصّلد. ويدفعه من القرآن قوله في المائدة : فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ، أي : من بعضه ، وجعل «من» لابتداء الغاية تعسّف إذ لا يفهم في مثله إلّا التّبعيض.
ومن الحديث قوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا (٤).
فلو كان مطلق الأرض طهورا لكان ذكر التّراب مخلا ، وكان العبارة أن يقول : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا (٥) كما في الرّواية الأخرى.
والآية دلّت على أنّ المسح ببعض الرّأس واليدين لمكان الباء لا لإفادة الباء التّبعيض ، حتّى يرد أنّ سيبويه صرّح بخلافه بل لمكانه وكونه حيث لم يحتج إليه ، لتعدية الفعل بنفسه إلى المفعول.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) (٤٣) : فلذلك يسّر الأمر عليكم ، ورخّص لكم.
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٤٤ ، ح ١٤٣.
(٢) لم نعثر عليه في معاني الأخبار ولكن نقل في الصافي ، ١ / ٤٥٥ ، عنه.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٢٢٢.
(٤) المعتبر ٢ / ١١٦.
(٥) وسائل الشيعة ، ج ٢ ، باب ٧ من أبواب التيمم ، ص ٩٦٩ ـ ٩٧٠ ، نقلا عن الكافي ، الفقيه ، المجالس ، والخصال.