والعذاب في الحقيقة للنّفس العاصية المدركة ، لا لآلة (١) إدراكها ، فلا محذور.
وفي كتاب الاحتجاج (٢) ، للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ : وعن حفص بن غياث قال : شهدت المسجد الحرام ، وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ وعن هذه الآية ، فقال : ما ذنب الغير؟
قال : ويحك ، هي هي ، وهي غيرها.
قال : فمثّل لي في ذلك شيئا من أمر الدّنيا.
قال : نعم ، أرأيت لو أنّ رجلا أخذ لبنة فكسرها ، ثمّ ردّها في ملبنها ، فهي هي وهي غيرها.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : قيل لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : كيف تبدّل جلودهم غيرها؟
قال : أرأيت لو أخذت لبنة فكسرتها وصيّرتها ترابا ، ثمّ ضربتها في القالب أهي كانت ، إنّما هي ذلك وحدث تغيير (٤) آخر والأصل واحد.
[وفي أصول الكافي (٥) : الحسين بن محمّد ، عن معلى بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ [قال : أخبرني سماعة بن مهران] (٦) قال : أخبرني الكلبيّ النّسّابة قال : قلت لجعفر بن محمّد ـ عليه السّلام ـ : ما تقول في المسح على الخفّين؟ فتبسّم ثمّ قال : إذا كان يوم القيامة وردّ الله كلّ شيء إلى منبته (٧) وردّ الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم.
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي عيون الأخبار (٨) ، في باب مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ مع سليمان المروزيّ ، قال الرّضا ـ عليه السّلام ـ في أثناء كلام بينه ـ عليه السّلام ـ وبين سليمان : يا سليمان ، هل يعلم [الله] (٩) جميع ما في الجنّة والنّار؟
__________________
(١) أ : لا دلالة.
(٢) الاحتجاج ٢ / ١٠٤.
(٣) تفسير القمي ١ / ١٤١.
(٤) هكذا في أ. وفي الأصل : «تغيّر» وفي المصدر : «تفسيرا».
(٥) الكافي ١ / ٣٥٠ وأوّله في ص ٣٦٩ ، ح ٦.
(٦) من المصدر.
(٧) المصدر : شيئه.
(٨) عيون الأخبار ١ / ١٨٤ ـ ١٨٥ ، ضمن حديث.
(٩) من المصدر.