قال سليمان : نعم.
قال : أفيكون ما علم الله ـ عزّ وجلّ ـ أنّه يكون من ذلك؟
قال : نعم.
قال : فإذا كان [حتّى] (١) لا يبقى منه شيء إلّا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟
قال سليمان : بل يزيدهم (٢).
قال : فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنّه يكون.
قال : جعلت فداك ، فالمزيد (٣) لا غاية له.
قال : فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف [غاية] (٤) ذلك ، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون (٥) ، تعالى الله عن ذلك علّوا كبيرا.
قال سليمان : إنّما قلت : لا يعلمه ، لأنّه لا غاية لهذا ، لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا.
قال الرّضا ـ عليه السّلام ـ : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم ، لأنّه قد يعلم ذلك ثمّ يزيدهم ثمّ لا يقطعه عنهم ، وكذلك قول (٦) الله ـ عزّ وجلّ ـ : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) وقال لأهل الجنّة (٧) : (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) وقال ـ عزّ وجلّ ـ (٨) : و (فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) فهو ـ جلّ وعزّ ـ يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزّيادة.
وفي باب آخر (٩) ، عنه ـ عليه السّلام ـ بإسناده قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ قاتل الحسين بن عليّ ـ عليه السّلام ـ في تابوت من نار. عليه
__________________
(١) من المصدر.
(٢) النسخ : «ليزيدهم». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٣) المصدر : فالمريد.
(٤) من المصدر.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «ذلك» بدل «أن يكون».
(٦) المصدر : قال.
(٧) هود / ١٠٨.
(٨) الواقعة / ٣٣.
(٩) نفس المصدر ٢ / ٤٧ ، ح ١٧٨.