صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرائضه ، فكانت الجملة قول الله ـ جلّ ذكره ـ حيث أمر فقال : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). فهو لنا أهل البيت خاصّة دون غيرنا. فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الأمر ونكثتم العهد ولم يضرّ الله (١) شيئا ، وقد أمركم [الله] (٢) أن تردّوا الأمر إلى الله وإلى الرّسول وإلى أولي الأمر منكم المستنبطين فأقررتم ثمّ جحدتم.
وفي كتاب معاني الأخبار (٣) : عن سليم بن قيس الهلاليّ ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أنّه سأله (٤) : ما أدنى ما يكون به الرّجل ضالّا؟ فقال : أن لا يعرف من أمر الله بطاعته وفرض ولايته وجعله حجّته في أرضه وشاهده على خلقه.
قال (٥) : فمن هم يا أمير المؤمنين؟
قال : الّذين قرنهم الله بنفسه وبنبيّه (٦) فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ..
قال : فقبلت رأسه وقلت : أوضحت لي وفرّجت عنّي وأذهبت كلّ شكّ كان في قلبي (٧).
[و] بإسناده إلى سليم بن قيس (٨) قال : سمعت عليّا ـ عليه السّلام ـ يقول : قال لي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : قد أخبرني ربّي ـ جلّ جلاله ـ أنّه قد استجاب [لي] (٩) فيك وفي شركائك الّذين يكونون من بعدك.
فقلت : يا رسول الله ، ومن شركائي من بعدي؟
قال : الّذين قرنهم الله ـ عزّ وجلّ ـ بنفسه وبي ، فقال : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ..
__________________
(١) المصدر : لم تضرّوا الله.
(٢) من المصدر.
(٣) معاني الأخبار / ٣٩٤ ، ح ٤٥.
(٤) المصدر : «قال قلت له» بدل «أنّه سأله».
(٥) المصدر : قلت.
(٦) المصدر : نبيّه.
(٧) هكذا في المصدر. والجملة السابقة هكذا في النسخ : وقلت أوضحت عنّي وفرّجت وأذهبت عنّي كلّ شكّ كان في قلبي.
(٨) بل في كمال الدين وتمام النعمة / ٢٨٥ ، وأوّله في ص ٢٨٤ ، ح ٣٧ ، وقد أسقط صدره.
(٩) من المصدر.