في وجه الله ، وإنّها الرّاحة لكلّ نبيّ وشهيد.
(وَما لَكُمْ) : مبتدأ وخبر.
(لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) : حال. والعامل فيها ، ما في الظّرف عن معنى الفعل.
(وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) : عطف على اسم «الله» ، أي : وفي سبيل المستضعفين.
وهو تخليصهم من الأسر وصونهم عن العدوّ. أو على «السّبيل» بحذف المضاف ، أي : وفي خلاص المستضعفين.
ويحتمل النّصب على الاختصاص ، فإنّ «سبيل الله» يعمّ أبواب الخير ، وتخليص ضعفة المسلمين من أيدي الكفّار أعظمها وأخصّها.
(مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) : بيان «للمستضعفين» وهم المسلمون الّذين بقوا بمكّة لصدّ المشركين ، أو لضعفهم عن الهجرة مبتذلين. وإنّما ذكر «الولدان» مبالغة في الحثّ ، وتنبيها على تناهي ظلم المشركين ، بحيث بلغ أذاهم الصّبيان ، وأنّ دعوتهم أجيبت بسبب مشاركتهم في الدّعاء ، حتّى يشاركوا في استنزال الرّحمة واستدفاع البليّة.
وفي الكشّاف (١) : أنّ المراد به ، العبيد والإماء. وهو جمع وليد.
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) (٧٥) : فاستجاب الله دعاءهم بأن يسّر لبعضهم الخروج إلى المدينة ، وجعل لمن بقي منهم خير وليّ وناصر بفتح مكّة على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فتولّاهم ونصرهم.
قيل : ثمّ استعمل عليهم عتاب بن أسيد ، فحماهم ونصرهم حتّى صاروا أعزّة أهلها.
و «القرية» مكّة. و «الظّالم» صفتها. وتذكيرها لتذكير ما أسند إليه ، لأنّ اسم الفاعل أو المفعول إذا جرى على غير من هو له ، كان كالفعل يذكّر ويؤنّث على حسب ما عمل فيه.
في روضة الكافي (٢) : ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ، عن سعيد
__________________
(١) الكشاف ١ / ٥٣٤ ويوجد أيضا في أنوار التنزيل ١ / ٢٣٠.
(٢) الكافي ٨ / ٣٤٠ ، ح ٥٣٦.