بن المسيّب ، عن عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ قال ـ في حديث طويل ـ : وقد كانت خديجة ـ عليهما السّلام ـ ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب ـ عليه السّلام ـ بعد موت خديجة بسنة ، فلمّا فقدهما رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ سئم المقام بمكّة ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفّار قريش ، فشكى إلى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله ـ عزّ وجلّ ـ إليه : أن اخرج من القرية الظّالم أهلها وهاجر إلى المدينة ، فليس لك اليوم بمكّة ناصر ، وانصب للمشركين حربا. فعند ذلك توجّه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى المدينة.
وفي تفسير العيّاشي (١) : عن حمران عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ أنّه تلا : (الْمُسْتَضْعَفِينَ) ـ إلى ـ (نَصِيراً) وقال : نحن أولئك. وعن سماعة (٢) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ مثله.
(الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ، أي : فيما يصلون به إلى الله.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) : فيما يبلغ بهم إلى الشّيطان.
(فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ) : لمّا ذكر مقصد الفريقين ، أمر أولياءه أن يقاتلوا أولياء الشّيطان. ثمّ شجّعهم بقوله : (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) (٧٦) ، أي : أنّ كيده للمؤمنين ـ بالإضافة إلى كيد الله للكافرين ـ ضعيف لا يؤبه به ، فلا تخافوا أولياءه ، فإنّ اعتمادهم على أضعف شيء وأوهنه ، واعتمادكم على أقوى شيء وأحكمه.
وفي أصول الكافي (٣) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه عمّن ذكره ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : إذا سمعتم العلم فاستعملوه ولتسع قلوبكم. فإنّ العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله قدر الشّيطان عليه. فإذا خاصمكم الشّيطان فأقبلوا عليه بما تعرفون.
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٢٥٧ ، ح ١٩٣.
(٢) نفس المصدر والموضع ، ح ١٩٤.
(٣) الكافي ١ / ٤٥ ، ح ٧.