ـ صلّى الله عليه وآله (١) ـ قال : (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ) (٢) (إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ). فليس هذا إلّا للرّسول. (٣) وقال لغيره : (إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره.
عن الثعالبي (٤) ، عن عيص ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال : رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كُلّف ما لم يكلّف أحد ، أن يقاتل في سبيل الله وحده ، وقال : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) وقال : إنّما كلّفتم اليسير من الأمر ، أن تذكروا الله.
عن إبراهيم بن مهزم (٥) ، عن أبيه ، عن رجل ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ لكلّ كلبا يبتغي (٦) الشّرّ فاجتنبوه يكفكم الله بغيركم (٧) ، إنّ الله يقول : (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) لا تعلمون بالشّرّ].(٨).
(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً) : راعى بها حقّ مسلم ، ورفع بها عنه ضرا أو جلب نفعا ، ابتغاء لوجه الله. ومنها ، الدّعاء لمسلم.
وفي الجوامع (٩) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب ، استجيب له ، وقال له الملك : ولك مثلاه. فذلك النّصيب.
(يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) ، أي : ثوابها.
(وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً) : وهي ما كان خلاف ذلك. ومنها ، الدّعاء على المؤمن.
(يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) : نصيب من وزرها ، مساو لها في القدر. و «الكفل» النّصيب.
[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١٠) قال : يكون كفيل ذلك الظّلم الّذي يظلم صاحب الشّفاعة].(١١) (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (٨٥) : مقتدرا. من أقات الشّيء : قدر
__________________
(١) المصدر : إلّا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
(٢) هكذا في المصدر وفي النسخ : لا يكلّف الله.
(٣) هكذا في المصدر وفي النسخ : الرسول.
(٤) نفس المصدر ١ / ٢٦٢ ، ح ٢١٤.
(٥) نفس المصدر والموضع ، ح ٢١٥.
(٦) المصدر : يبغي.
(٧) المصدر : يكفكم الله قوم فاجتنبوا بغيركم.
(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٩) جوامع الجامع / ٩٢.
(١٠) تفسير القمي ١ / ١٤٥.
(١١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.