عن الضّعفاء؟ فكتب إليّ : الضّعيف ، من لم يرفع إليه حجّة ولم يعرف الاختلاف ، فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف.
وفي الكافي (١) : أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الحميد الطّائيّ ، عن زرارة بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أتزوّج بمرجئة أو حروريّة؟
قال : لا ، عليك بالبله من النّساء.
قال زرارة : فقلت : والله ما هي إلّا مؤمنة أو كافرة.
فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : وأين أهل ثنوي الله ـ عزّ وجلّ ـ قول الله أصدق من قولك : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً).
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) ـ : عن سليمان بن خالد ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال سألته : عن المستضعفين. فقال : البلهاء في خدرها ، والخادمة تقول لها : صلّي. فتصلّي لا تدري إلّا ما قلت لها ، والجليب الّذي لا يدري إلّا ما قلت له ، والكبير الفاني ، والصّبيّ ، والصّغير ، هؤلاء المستضعفين.
(فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) : ذكر بكلمة الإطماع. ولفظ «العفو» إيذانا بأنّ ترك الهجرة أمر خطير ، حتّى المضطرّ من حقّه أن لا يأمن ويترصّد الفرصة ويعلّق بها قلبه.
(وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً) (٩٩) : ذا صفح عن ذنوب عباده ، ساتر عليهم ذنوبهم.
(وَمَنْ يُهاجِرْ) : يفارق أهل الشّرك ، ويهرب بدينه من وطنه إلى أرض الإسلام.
(فِي سَبِيلِ اللهِ) : في منهاج دينه (٣).
(يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً) : متحوّلا. من الرّغام ، وهو التّراب.
__________________
(١) نفس المصدر ٥ / ٣٤٨ ، ح ٢.
(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٧٠ ، ح ٢٥١.
(٣) يوجد في أبعد هذه العبارة : من وطنه إلى أرض الإسلام.