(وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) : ولذلك اغتفر عدم تجانسهما. والأوّل ، للتّرغيب في المصالحة. والثّاني ، لتمهيد العذر في المماكسة.
ومعنى إحضار الأنفس الشّحّ : جعلها حاضرة له ، مطبوعة عليه ، فلا تكاد المرأة تسمح بالإعراض عنها والتّقصير في حقّها ، ولا الرّجل يسمح بأن يمسكها ويقوم بحقّها على ما ينبغي إذا كرهها أو أحبّ غيرها.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : قال : (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ). فمنها من اختارته ، ومنها من لم تختره.
(وَإِنْ تُحْسِنُوا) : في العشرة.
(وَتَتَّقُوا) : النّشوز والإعراض ونقص الحقّ.
(فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ) : من الإحسان والخصومة.
(خَبِيراً) (١٢٨) : عالما به وبالغرض منه ، فيجازيكم عليه. أقام كونه عالما بأعمالهم مقام مجازاته لهم ، الّذي هو في الحقيقة جواب الشّرط ، إقامة السّبب مقام المسبّب.
(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ) : أن تسوّوا بينهنّ في المحبّة والمودّة بالقلب. لأنّ العدل أن لا يقع ميل ألبتّة. وهو متعذّر ولذلك كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقسم بين نسائه فيعدل ويقول : هذه قسمتي فيما أملك ، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك.
على ما نقل (٢).
وفي تفسير العيّاشي (٣) : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : يعني : في المودّة.
وكذا في تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) عنه ـ عليه السّلام ـ.
وفي مجمع البيان (٥) : عن الصّادق والباقر ـ عليهما السّلام ـ : أنّ معناه : التّسوية في كلّ الأمور من جميع الوجوه ، من النّفقة والكسوة والعطيّة والمسكن والصّحبة والبشر وغير ذلك. والمراد به ، أنّ ذلك لا يخفّف عليكم بل يثقّل ويشقّ لميلكم إلى بعضهنّ.
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ١٥٥.
(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ٢٤٨.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٢٧٩ ، ح ٢٨٥.
(٤). ١ / ١٥٥.
(٥) مجمع البيان ٢ / ١٢١.