وفي كتاب علل الشّرائع (١) ، بإسناده إلى محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمّد بإسناده رفعه. قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ لبعض اليهود وقد سأله مسائل : وإنّما سمّيت الدّنيا دنيا ، لأنّها أدنى من كلّ شيء. وسمّيت الآخرة آخرة ، لأنّ فيها الجزاء والثّواب.
وبإسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام (٢) أنّه سأل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : له أخبرني عن الدّنيا لم سمّيت الدّنيا؟
قال : لأنّ الدّنيا دنيّة خلقت من دون الآخرة. ولو خلقت مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة.
قال : فأخبرني لم سمّيت الآخرة آخرة؟
قال : لأنّها متأخّرة تجيء من بعد الدّنيا ، لا توصف سنينها ولا تحصى أيّامها ولا يموت سكّانها.
قال : صدقت يا محمّد.
والحديثان طويلان ، أخذت منهما موضع الحاجة.
[(وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (١٣٤) : عارفا بالأعراض فيجازى كلا بحسب قصده].(٣).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) : مواظبين على العدل ، مجتهدين في إقامته.
(شُهَداءَ لِلَّهِ) : بالحقّ ، تقيمون شهاداتكم لوجه الله. وهو خبر ثان. أو حال.
(وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) : ولو كانت الشّهادة على أنفسكم. بأن تقرّوا عليها. لأنّ الشّهادة بيان للحقّ ، سواء كان عليه أو على غيره.
(أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) ، أي : ولو على والديكم وأقربيكم.
في تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ للمؤمن على المؤمن سبع حقوق. فأوجبها أن يقول الرّجل حقّا وإن كان على نفسه أو على والديه. فلا يميل لهم عن الحقّ.
__________________
(١) علل الشّرائع ١ / ٢ ، ح ١.
(٢) نفس المصدر ٢ / ٤٧٠.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٤) تفسير القمي ١ / ١٥٦.