منكم ، وذرّيّته خير من ذرّيّتكم ، ومن اتّبعه خير ممّن اتّبعكم. فقاموا غضبانا وقالوا زيادة : الرّجوع إلى الكفر أهون علينا ممّا يقول في ابن عمّه. وذلك قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) ..
عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم (١) ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ في هذه الآية [قال : نزلت في عبد الله بن أبي سرح الّذي بعثه عثمان إلى مصر. قال : و (ازْدادُوا كُفْراً) حتّى لم يبق فيه من الإيمان شيء.
عن أبي بصير (٢) قال : سمعته يقول فيه هذه الآية :] (٣) من زعم أنّ الخمر حرام ثمّ شربها ، ومن زعم أنّ الزّنا حرام ثمّ زنى ، ومن زعم أنّ الزّكاة حقّ ولم يؤدّها.
(لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (١٣٧) : إذ يستبعد منهم أن يتولّوا عن الكفر ويثبتوا على الإيمان. فإنّ قلوبهم ضربت بالكفر وبصائرهم عميت. لا أنّهم لو أخلصوا الإيمان لم يقبل منهم ولم يغفر لهم. وخبر «كان» في أمثال ذلك محذوف. وتعلّق به اللّام ، مثل : لم يكن الله مريدا ليغفر لهم.
(بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٣٨) : وضع «بشّر» موضع «أنذر» تهكّم بهم.
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) : في محلّ النّصب ، أو الرّفع على الذّمّ ، يعني : أريد الّذين ، أو هم الّذين.
(أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) : أيتعزّزون بموالاتهم.
(فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (١٣٩) : لا يتعزّز إلّا من أعزّه ، وقد كتب العزّة لأوليائه وقال : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) لا يؤبه بعزّ غيرهم بالإضافة إليهم.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : نزلت في بني أميّة ، حيث حالفوهم على أن لا يردّوا الأمر في بني هاشم.
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) ، يعني : القرآن.
وقرأ غير عاصم : «نزل» والقائم مقام فاعله (٥).
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٨٠ ، ح ٢٨٧.
(٢) نفس المصدر ١ / ٢٨١ ، ح ٢٨٨.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في ر.
(٤) تفسير القمي ١ / ١٥٦.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٢٥٠.