يضمرون. ويضمرون الكفر كما يضمره الكافرون ، ولكن لا يظهرونه كما يظهرون.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (١٤٣) : إلى الحقّ والصّواب. ونظيره قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) : فإنّه صنيع المنافقين وديدنهم ، فلا تتشبّهوا بهم.
(أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً) (١٤٤) : حجّة بيّنة ، فإنّ موالاة الكافرين دليل على النّفاق. أو سلطانا يسلّط عليكم عقابه.
(إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) : وهو الطّبقة الّتي في قعر جهنّم.
لأنّهم أخبث الكفرة ، إذ ضمّوا إلى الكفر استهزاءا بالإسلام وخداعا للمسلمين. وللنّار دركات ، وللجنّة درجات. وإنّما سمّيت طبقاتها دركات ، لأنّها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض.
وقرأ الكوفيّون ، بسكون الرّاء. وهو لغة ، كالسّطر والسّطر. والتّحريك أوجه ، لأنّه يجمع على أدراك (١).
وفي كتاب الاحتجاج (٢) ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل ، وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : معاشر النّاس ، سيكون من بعدي أئمّة يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر النّاس ، إنّ الله وأنا بريئان منهم. معاشر النّاس ، إنّهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدّرك الأسفل من النّار ولبئس مثوى المتكبّرين.
(وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) (١٤٥) : يخرجهم منه.
[وفي روضة الكافي (٣) بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : واعلم (٤) أنّ المنكرين هم المكذّبون ، وأنّ المكذّبين هم المنافقون ، وإنّ الله قال للمنافقين وقوله الحقّ : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)] (٥).
(إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) : عن النّفاق.
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٥٢.
(٢) الاحتجاج ١ / ٧٨.
(٣) الكافي ٨ / ١١ ، ضمن حديث ١.
(٤) المصدر : اعلموا.
(٥) ما بين المعقوفتين ليس في أ.