(إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) ، أي : من بعد ما جاءتهم (١) الآيات الموجبة للعلم.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (١٩) : وعيد لمن كفر منهم. وفي الآية دلالة على كفر من تمكّن من العلم (٢) بدين الحقّ وأنكر وإن لم يحصل له العلم باعتبار تهاونه.
(فَإِنْ حَاجُّوكَ) ، في الدّين بعد إقامة الحجج ، وجادلوك عنادا ، (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) : أخلصت له نفسي ، لا أشرك فيها أحدا. وعبّر بالوجه عن النّفس ، لأنّه أشرف الأعضاء الظّاهرة ، ومظهر القوى (٣) المدركة.
(وَمَنِ اتَّبَعَنِ) : عطف على الضّمير المرفوع للفصل (٤) ، أو مفعول معه (٥).
(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ) : الّذين لا كتاب لهم ، كمشركي العرب ، (أَأَسْلَمْتُمْ) ، كما أسلمت بعد إقامة الحجّة ، أم أنتم باقون على كفركم؟ وفيه تعيير لهم بالبلادة والمعاندة.
(فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) : فقد انتفعوا بالهداية.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) : فلم يضرّوك ، إذ ما عليك إلّا التّبليغ ، وقد بلّغت.
(وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (٢٠) : وعد للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وللمؤمنين ، ووعيد للمتولّين.
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٢١) : هم أهل الكتاب الّذين في عصره قتل أوّلوهم الأنبياء ومتابعيهم ورضوا به وقصدوا قتل النّبيّ والمؤمنين ولكن الله (٦) عصمهم.
ونقل (٧) : أنّ بني إسرائيل قتلوا ثلاثة وأربعين نبيّا من أوّل النّهار في ساعة واحدة ،
__________________
(١) النسخ : جاءهم.
(٢) ليس في ر.
(٣) ر : القول.
(٤) ر : للفعل.
(٥) ليس في أ.
(٦) ليس في أ.
(٧) مجمع البيان ١ / ٤٢٣ ، نقلا عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ مخاطبا لابي عبيدة.