فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبّاد بني إسرائيل فأمروا من قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعا من آخر النّهار [في ذلك اليوم. وهو الذي ذكره الله تعالى] (١).
وقرأ حمزة «يقاتلون الّذين» فبشّرهم خبر المبتدأ ، ودخول الفاء لتضمّن المبتدأ معنى الشّرط. ويمنع سيبويه دخول الفاء في خبر إنّ ، كليت ولعلّ ، ولذلك قيل : الخبر (٢).
(أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) ، كقولك : زيد فافهم رجل صالح ، وبينه وبينهما فرق فإنّها لا تغيّر معنى الجملة بخلافهما ، وقد دخلت الفاء في خبر إنّ في قوله : إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم.
(وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (٢٢) : في الدّنيا يدفع عنهم الخزي واللّعن ، وفي الآخرة يدفع عنهم العذاب. وفي إيراد الجمع إشعار بأنّ خزيهم وعذابهم عظيم ، على تقدير وجود النّاصرين لا يمكن لواحد منهم دفعه.
وفي كتاب الخصال (٣) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله ـ تبارك وتعالى ـ من رجل قتل نبيّا ، أو إماما ، أو هدم الكعبة الّتي جعلها الله تعالى قبلة لعباده ، أو أفرغ ماءه في امرأة حراما.
وفيه (٤) فيما علّم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أصحابه : احذروا السّفلة ، فان السّفلة من لا يخاف الله ، ففيهم (٥) قتلة الأنبياء ، وهم (٦) أعداؤنا.
وفي أصول الكافي (٧) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : ويل للّذين يجتلبون (٨) الدّنيا بالدّين [و] (٩) ويل للّذين يقتلون الّذين يأمرون بالقسط من الناس ، وويل للّذين يسير المؤمن فيهم بالتّقيّة. أبي يغترّون أم عليّ يجترءون؟ فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك
__________________
(١) من المصدر.
(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٥٣.
(٣) الخصال / ١٢٠ ، ح ١٠٩.
(٤) نفس المصدر / ٦٣٥ ، ضمن حديث الأربعمائة.
(٥ و ٦) المصدر : فيهم.
(٧) الكافي ٢ / ٢٩٩ ، ح ١.
(٨) المصدر : «يختلون». ويمكن أن يكون : «يحتلبون». وكلاهما صحيح وصواب أيضا.
(٩) من المصدر.