وفي كتاب معاني الأخبار (١) : وسئل الحسن بن عليّ بن محمّد ـ عليهم السّلام ـ عن الموت ما هو؟
فقال : هو التّصديق بما لا يكون.
حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ المؤمن إذا مات لم يكن ميّتا ، فإنّ الميّت هو الكافر ، إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول (٢) : يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ، [يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن.
وفي مجمع البيان (٣) : تخرج الحّي من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ] (٤) قيل : إنّ معناه يخرج (٥) المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن. وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ.
وقرأ ابو عمرو وابن عامر وأبو بكر «الميت» بالتّخفيف (٦).
(وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٢٧) :
في مهج الدّعوات (٧) : عن أسماء بنت زيد قالت : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : اسم الله الأعظم الّذي إذا دعي به فأجاب : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) ـ إلى ـ (بِغَيْرِ حِسابٍ).
وقد مرّ في أوّل الفاتحة ما يدلّ على فضل هذه الآية أيضا.
(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ) : نهي عن موالاتهم والاستعانة بهم.
(مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) : في موضع الصّفة لأولياء ، أو الحال إن جوزت عن النّكرة ، والمعنى : أنّهم لا يتّخذوهم أولياء بدل المؤمنين ، فيكون إشارة إلى أنّ المؤمنين أحقّاء بالموالاة ، وفي موالاتهم مندوحة عن موالاة الكفرة ، فإنّ الله وليّ الذين آمنوا.
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) : أي اتّخاذ الكافرين أولياء.
(فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) : من الولاية ، لأنّه ترك موالاة المؤمنين الّذين وليّهم الله ووالى عدوّ الله.
__________________
(١) معاني الأخبار / ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، ح ١٠.
(٢) الروم / ١٨.
(٣) مجمع البيان ١ / ٤٢٨.
(٤) ليس في أ.
(٥) المصدر : تخرج.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ١٥٥.
(٧) مهج الدعوات / ٣١٧.