وفيه (١) ، في باب مجلس آخر للرّضا ـ عليه السّلام ـ عند المأمون في عصمة الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ حديث طويل وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : وكان ذلك من آدم قبل النّبوّة ، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحقّ به دخول النّار ، وإنّما كان من الصّغائر الموهوبة الّتي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم. فلمّا اجتباه الله تعالى وجعله نبيّا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة. قال الله تعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ، ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) (٢). وقال ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَعَلَى الْعالَمِينَ)].(٣)
(ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) : حال ، أو بدل من الآلين ، أو منهما ومن نوح ، أي : أنّهم ذرّيّة واحدة متشعبة بعضها من بعض في الدّين.
والذّرّيّة الولد ، فعليّة من الذّرا ، وفعولة من الذّرء ، أبدلت همزتها ياء ، ثمّ قلبت الواو ياء وأدغمت.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٤) : بإسناده إلى محمّد بن الفضيل (٥) ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام ـ في حديث طويل يقول فيه ـ عليه السّلام : فلمّا قضى محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ نبوّته واستكملت أيامه أوصى الله ـ عزّ وجلّ ـ إليه : أن يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكملت أيّامك ، فاجعل العلم الّذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النّبوّة عند عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ. فإنّي لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النّبوّة من العقب من ذرّيّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الّذين كانوا بينك وبين أبيك آدم. وذلك قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَعَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وفي روضة الكافي (٦) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٩٦.
(٢) المصدر : «فهدى». وما أثبتناه في المتن موافق الأصل والقرآن المجيد.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٤) كمال الدين وتمام النعمة / ٢١٧.
(٥) النسخ : محمد بن الفضل. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٦) الكافي ٨ / ١١٧ ، ضمن حديث ٩٢.