لاسمها ، فإنّ مريم في لغتهم ، العابدة.
(وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ) : أجيرها بحفظك ، (وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) (٣٦) المطرود. من الرّجم ، بمعنى : الطّرد بالحجارة.
[وفي تفسير العيّاشيّ (١) :] (٢) عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : لقى إبليس عيسى بن مريم فقال : هل نالني من حبائلك شيء؟
قال : جدّتك الّتي قالت : (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) ـ إلى ـ (الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ).
وفي أمالي الشّيخ (٣) : بإسناده إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل ، يذكر فيه تزويج فاطمة الزّهراء ـ عليها السّلام ـ وما أكرمه به النّبيّ صلّى الله عليه وآله ـ وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : ثم أتاني فأخذ بيدي ، فقال : قم بسم الله وقم (٤) على بركة الله وما شاء الله لا قوّة إلّا بالله توكّلت على الله ، ثمّ جاء بي حتّى (٥) أقعدني عندها ـ عليها السّلام ـ ثمّ قال : اللهم إنّهما أحبّ خلقك إليّ ، فأحبّهما وبارك في ذرّيّتهما واجعل عليهما منك حافظا [و] (٦) إنّي أعيذهما بك وذرّيّتهما (٧) من الشّيطان الرّجيم.
(فَتَقَبَّلَها رَبُّها) : فرضي بها في النّذر مكان الذّكر.
(بِقَبُولٍ حَسَنٍ) : بوجه يقبل به النّذائر. وهو إقامتها مقام الذّكر ، وتقبّلها عقيب ولادتها قبل أن تكبر وتصلح للسّدانة.
قال البيضاويّ (٨) : روي أنّ حنّة لمّا ولدتها ، لفّتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار ، وقالت : دونكم هذه النّذيرة. فتنافسوا فيها. لأنّها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم. فإنّ بني ماثان كانت رؤوس بني إسرائيل وملوكهم. فقال زكريا : أنا أحقّ بها ، لأنّ (٩) عندي خالتها. فأبوا إلّا القرعة وكانوا سبعة وعشرين. فانطلقوا إلى نهر. فألقوا فيه أقلامهم. فطفا قلم زكريا ورسبت أقلامهم. فتكفّلها.
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٧١ ، ح ٤٠.
(٢) ليس في أ.
(٣) أمالي الطوسي ١ / ٣٨.
(٤) المصدر : قل.
(٥) المصدر : «جاءني حين» بدل «جاء بي حتّى».
(٦) من المصدر.
(٧) المصدر : ذرّيتهما بك.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ١٥٨.
(٩) ليس في المصدر.