عمّن حدّثه ، عن إسماعيل بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن أبيّ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقد ذكر عيسى بن مريم ـ عليهما السّلام ـ : فلمّا أراد الله أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع (١) نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمّون الصّفا خليفته على المؤمنين ، ففعل ذلك ، فلم يزل شمعون في قومه (٢) يقوم بأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ ويهتدي (٣) بجميع مقال عيسى ـ عليه السّلام ـ في قومه من بني إسرائيل ويجاهد الكفّار ، فمن أطاعه وآمن به وبما (٤) جاء به كان مؤمنا ، ومن جحده وعصاه كان كافرا ، حتّى استخلص ربّنا ـ تبارك وتعالى ـ وبعث في عباده نبيّا من الصّالحين وهو يحيى بن زكريّا ، فمضى (٥) شمعون وملك عند ذلك أردشير بن بابكان (٦) أربع عشرة سنة وعشرة أشهر.
وفي ثمان سنين من ملكه ، قتلت اليهود يحيى بن زكريّا ـ عليهما السّلام ـ ولمّا (٧) أراد الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يقبضه ، أوحى إليه أن يجعل الوصيّة في ولد شمعون ، ويأمر الحواريّين وأصحاب عيسى بالقيام معه ، ففعل ذلك ، وعندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتّى قتله الله ، وكمل (٨) علم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرّيّة يعقوب بن شمعون ، ومعه الحواريّون من أصحاب عيسى ـ عليه السّلام ـ وعند ذلك ملك بخت نصر مائة سنة وسبعا وثمانين سنة ، وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريّا ، وخرّب بيت المقدس ، وتفرّقت اليهود في البلدان.
(قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) : استبعادا من حيث العادة ، أو استعظاما وتعجّبا أو استفهاما عن كيفيّة حدوثه.
(وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) : أدركني كبر السّنّ.
قال البيضاويّ (٩) : وكان (١٠) له تسع وتسعون سنة ، ولا مرأته ثمان وتسعون [سنة].(١١)
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : استودع.
(٢) «في قومه» ليس في المصدر.
(٣) هكذا ورد في هامش الأصل. وفي متنه : «يجيء». وفي المصدر : «يحتذي».
(٤) النسخ : «فيما» بدل «وبما». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٥) المصدر : ثم قبض.
(٦) النسخ : «زاكا». تفسير نور الثقلين : «زاركا». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٧) المصدر : فلمّا.
(٨) ليس في المصدر.
(٩) أنوار التنزيل ١ / ١٥٩.
(١٠) المصدر : كانت.
(١١) من المصدر.