(وَالْإِبْكارِ) (٤١) : من طلوع الفجر إلى الضّحى.
وقرئ بفتح الهمزة ، جمع بكر ، كسحر وأسحار (١).
(وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (٤٢) قال البيضاويّ (٢) : كلّموها شفاها كرامة لها ، ومن أنكر الكرامة زعم أنّ ذلك كان (٣) معجزة لزكريّا ، أو إرهاصا لنبّوة عيسى ـ عليه السّلام ـ فإنّ الإجماع على أنّه تعالى لم يستنبئ امرأة ، لقوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ) (٤) (قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً). وقيل : ألهموها. (انتهى) ويمكن أن يقال من قبل منكر الكرامة : لا تكون الكرامة لمن لم يكن فيه نصّ بالكرامة ، وأمّا من حصل له التّخصيص بالتّنصيص كمريم وفاطمة صلوات الله عليهما ، فهو بمنزلة الاستثناء.
والمقصود أنّه لا تجوز الكرامة لمن سواه ، كوقوع المعجزة للأنبياء والأئمّة ، فإنّهم يتخصّصون بها ، ولا يلزم من وقوع شيء لأحد جواز وقوعه لكلّ أحد شرعا ، وإن لم يمتنع عليه عقلا ، والمجوّز وقوعه لكلّ أحد بوقوعه لبعض التبس عليه معنى الجواز ، فتبصّر.
قيل (٥) : الاصطفاء الأوّل تقبّلها من أمّها ، ولم تقبل قبلها أنثى ، وتفريغها للعبادة ، وإغناؤها برزق الجنّة عن الكسب [، وتطهيرها عمّا يستقذر من النّساء] (٦). والثّانية هدايتها ، وإرسال الملائكة إليها ، وتخصيصها بالكرامات السّنيّة ، كالولد من غير أب ، وتبرئتها ممّا (٧) قذفته اليهود بإنطاق الطّفل ، وجعلها وابنها آية للعالمين.
والأظهر أنّ الاصطفاء الأوّل ، اصطفاؤها من ذرّيّة الأنبياء والثّاني ، اصطفاؤها لولادة عيسى ، من غير فحل ، وتطهيرها ، طهّرها من أن يكون في آبائها وأمّهاتها وفي نفسها سفاح.
وقيل (٨) : وتطهيرها ممّا (٩) يستقذر من النّساء.
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) هكذا في النسخ. وفي المصدر : كانت.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) من المصدر.
(٧) هكذا في المصدر. وفي النسخ : عمّا.
(٨) نفس الموضع والمصدر.
(٩) هكذا في النسخ. وفي المصدر : عمّا.