فقال : ألا كان هذا قبل أن تأتيني به. فقطعت يده.
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : الخطاب للنّبيّ ـ عليه السّلام ـ أو لكلّ أحد.
(يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤٠) : قدّم التّعذيب على المغفرة ، إيتاء على ترتيب ما سبق. أو لأنّ استحقاق التّعذيب مقدّم على المغفرة. أو لأنّ المراد به القطع ، وهو في الدّنيا.
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) ، أي : صنع الّذين يقعون في الكفر سريعا إذا وجدوا منه فرصة.
(مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) ، أي : من المنافقين. و «الباء» متعلّقة «بقالوا». و «الواو» تحتمل الحال ، والعطف.
[وفي أصول الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد (٢) قال : حدّثنا أبو عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في حديث طويل : فأمّا ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة ، والعقد والرّضا ، والتّسليم بأنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، والإقرار بما جاء به من عند الله من نبي أو كتاب : فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله. وهو قول الله ـ عزّ وجلّ ـ (٣) : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً). وقال (٤) : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). وقال (٥) : الذين آمنوا (بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ). وقال (٦) :
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣٤ ـ ٣٥ ، ضمن حديث.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «القاسم بن يزيد». وهي خطأ. ر. تنقيح المقال ٢ / ١٨ ، رقم ٩٥٥٥.
(٣) النحل / ١٠٦.
(٤) الرعد / ٣٠.
(٥) المائدة / ٤١. والآية هكذا : من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.
(٦) البقرة / ٢٨٤.