وسنّة. وقال الله ـ تعالى ـ : لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله (١) ـ : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) وأمر كلّ نبيّ بالأخذ بالسّبيل والسّنّة. وكان من السّبيل والسّنّة الّتي أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ بها موسى أن جعل الله عليهم السّبت.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : جماعة متّفقة على دين واحد في جميع الأعصار ، من غير نسخ وتحويل. ومفعول «لو شاء» محذوف ، دلّ عليه الجواب.
وقيل (٢) : المعنى : لو شاء الله اجتماعكم على الإسلام لأجبركم عليه.
(وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) : من الشّرائع المختلفة ، المناسبة لكلّ عصر وقرن. هل تعملون بها مذعنين لها معتقدين أنّ اختلافها بمقتضى الحكمة الإلهيّة ، أم تزيغون من الحقّ وتفرّطون في العمل.
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) : فابتدروها ، انتهازا للفرصة ، وحيازة لفضل السّبق والتّقدّم.
(إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) : استئناف فيه تعليل الأمر بالاستباق ، ووعد ووعيد للمبادرين والمقصّرين.
(فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٤٨) : بالجزاء ، الفاصل بين المحقّ والمبطل والعامل والمقصّر.
(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) : عطف على الكتاب ، أي : أنزلنا إليك الكتاب والحكم. أو على الحقّ ، أي : أنزلناه بالحقّ وبأن احكم.
ويجوز أن يكون جملة بتقدير : وأمرنا أن احكم.
وفي مجمع البيان (٣) : عن الباقر ـ عليه السّلام ـ إنّما كرّر الأمر بالحكم بينهم.
لأنّهما حكمان أمر بهما جميعا. لأنّهم احتكموا إليه في زنا المحصن ثمّ احتكموا إليه في قتل كان بينهم.
(وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ)
__________________
(١) النساء / ١٦٣.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢٧٨.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٢٠٤.