الكتاب ، ومن لم يكن كالمشركين (١).
(وَاتَّقُوا اللهَ) : بترك المناهي.
(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٥٧) : لأنّ الإيمان حقّا يقتضي ذلك.
وقيل (٢) : إن كنتم مؤمنين بوعده ووعيده.
(وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً) : أي : اتّخذوا الصّلاة أو المناداة. وفيه دليل ، على أنّ الأذان مشروع للصّلاة.
روي (٣) : أنّ نصرانيّا بالمدينة ، كان إذا سمع المؤذّن يقول : أشهد أنّ محمّدا رسول الله. قال : أحرق الله الكاذب. فدخل خادمه ذات ليلة بنار وأهله نيام ، فتطاير شررها في البيت ، فأحرقه وأهله.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (٥٨) : فإنّ السّفه يؤدّي الى الجهل بالحقّ ، والهزء به. والعقل يمنع منه.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا) : هل تنكرون منّا ، وتعيبون.
يقال : نقم منه كذا : إذا أنكره. وانتقم : إذا كافأه.
وقرئ : «تنقمون» بفتح القاف. وهي لغة (٤).
(إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ) : الإيمان بالكتب المنزلة كلّها.
(وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) (٥٩) : عطف على «أن آمنّا» فكأنّ المستثنى لازم الأمرين ، وهو المخالفة ، أي : ما تنكرون منا إلّا مخالفتكم ، حيث دخلنا الإيمان وأنتم خارجون منه. أو كان الأصل : واعتقاد أنّ أكثركم فاسقون ، فحذف المضاعف. أو على «ما» ، أي : وما تنقمون منّا إلّا الإيمان بالله وما أنزل ، وبأنّ أكثركم. أو على علّة محذوفة ، والتّقدير : هل تنقمون منّا إلّا أن آمنّا لقلّة إنصافكم وفسقكم. أو نصب بإضمار فعل ، دلّ عليه «هل تنقمون» ، أي : ولا تنقمون أنّ أكثركم فاسقون. أو رفع على
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٢٨١.
(٢ و ٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٢٨١.