النّعمة ورضى الرّبّ برسالتي إليكم ، وبالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب ـ صلوات الله عليهما وعلى ذرّيّتهما ـ ما دامت المشارق والمغارب وهبت الجنوب [والشّمال] (١) وثارت السّحاب.] (٢).
وفي مجمع البيان (٣) : روي أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا نزلت هذه الآية قال لحرّاس من أصحابه يحرسونه : الحقوا بملاحقكم ، فإنّ الله ـ تعالى ـ عصمني من النّاس.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) ، أي دين يعتدّ به ، ويصحّ أن يسمّى شيئا ، لبطلانه وفساده.
(حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) : ومن إقامتهما الإيمان. بمحمّد ، الإذعان لحكمه. والمراد ، إقامة أصولها ، وما لم ينسخ من فروعها.
في مجمع البيان (٤) : قال ابن عباس : جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقالوا : ألست (٥) تقول التّوراة من عند الله؟ قال : بلى. قالوا : نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها. فنزلت الآية.
وفي تفسير العيّاشي (٦) : عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال :
هو ولاية أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ.
(وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) (٦٨) : فلا تحزن عليهم ، لزيادة طغيانهم وكفرهم بما تبلّغه إليهم.
فإنّ ضرر ذلك لاحق بهم لا يتخطّاهم ، وفي المؤمنين مندوحة عنهم.
__________________
(١) من المصدر.
(٢) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٢٢٤.
(٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) هكذا في أو المصدر. وفي سائر النسخ : أنت.
(٦) تفسير العياشي ١ / ٣٣٤ ، ح ١٥٦. وفيه ذكر نفس الآية بين «عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ» و «قال» ، مصدّراً ب «في قول الله».