وقرئ : «والصّابئين». وهو الظّاهر. «والصّابيون» بقلب الهمزة ياء.
«والصّابون» بحذفها. من صبأ ، بإبدال الهمزة ألفا. أو من صبوت ، لأنّهم صبوا إلى اتّباع الشّهوات ولم يتّبعوا شرعا ولا عقلا (١).
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) : ليذكّروهم ، وليبيّنوا لهم أمر دينهم.
(كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ) : بما يخالف هواهم من الشّرائع ، وميثاق التّكاليف.
(فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) (٧٠) : جواب الشّرط. والجملة صفة «رسلا». والرّاجع محذوف ، أي : رسول منهم.
وقيل (٢) : الجواب محذوف ، دلّ عليه ذلك. وهو استئناف. وإنّما جيء «بيقتلون» موضع «قتلوا» على حكاية الحال الماضية ، استحضارا لها ، واستفظاعا للقتل ، وتنبيها على أنّ ذلك من ديدنهم ماضيا ومستقبلا ، ومحافظة على رؤوس الآي.
(وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ، أي : وحسب بنو إسرائيل ، أن لا يصيبهم بلاء وعذاب بقتل الأنبياء وتكذيبهم.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائيّ ويعقوب : «لا تكون» بالرّفع ، على أنّ «أن» هي المخفّفة من الثّقيلة. وأصله : أنّه لا تكون فتنة. وإدخال فعل الحسبان عليها وهي للتّحقيق ، تنزيل له منزلة العلم لتمكّنه في قلوبهم. أو «أن» بما في حيّزها ، سادّ مسدّ مفعولية (٣).
(فَعَمُوا) : عن الدّين ، والدّلائل ، والهدى.
(وَصَمُّوا) : عن استماع الحقّ. كما فعلوا حين عبدوا العجل.
(ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ) ، أي : ثمّ تابوا فتاب الله عليهم.
(ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا) : كرّة أخرى.
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) نفس المصدر ١ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦.
(٣) نفس المصدر ١ / ٢٨٦.