ورواه في الجوامع (١) مقطوعا وزاد : فقال عيسى ـ عليه السّلام ـ : اللهمّ ، عذّب من كفر بعد ما أكل من المائدة عذابا لا تعذّبه أحدا من العالمين ، والعنهم كما لعنت أصحاب السّبت. فصاروا خنازير. وكانوا خمسة آلاف رجل.
(ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) (٧٨) ، أي : ذلك اللّعن الشّنيع المقتضي للمسخ ، بسبب عصيانهم واعتدائهم ما حرّم عليهم.
(كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) : هذا بيان عصيانهم واعتدائهم ، يعني : أي : لا ينهى بعضهم بعضا عن معاودة منكر فعلوه. أو عن مثل منكر فعلوه. أو عن منكر أرادوا فعله. وتهيّؤوا له. أو لا ينتهون عنه ، من قولهم : تناهى عن الأمر وانتهى عنه :
إذا امتنع.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) : قال : كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمور ويأتون النّساء أيّام حيضهنّ.
وفي ثواب الأعمال (٣) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : لمّا وقع التّقصير في بني إسرائيل ، جعل الرّجل منهم يرى أخاه على الذّنب (٤) فينهاه ، فلا ينتهي. فلا يمنعه ذلك من (٥) أن يكون أكيله وجليسه وشريبه ، حتّى ضرب الله قلوب بعضهم ببعض. ونزل فيهم القرآن ، حيث يقول ـ جلّ وعزّ ـ : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (الآية).
و [في تفسير] (٦) العيّاشي (٧) : [عن محمد بن الهيثم التّميميّ ،] (٨) عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أما أنّهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ولا يجلسون مجالسهم ، ولكن كانوا إذا لقوهم [ضحكوا في وجوههم و] (٩) آنسوا بهم.
(لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (٧٩) : تعجيب من سوء فعلهم ، مؤكّد بالقسم.
(تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ) : من أهل الكتاب.
__________________
(١) جوامع الجامع / ١١٦.
(٢) تفسير القمي ١ / ١٧٦.
(٣) ثواب الأعمال / ٣١١ ، ح ٣.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : في الذنب.
(٥) ليس في المصدر.
(٦ و ٨) ليس في أ.
(٧) تفسير العياشي ١ / ٣٣٥ ، ح ١٦١.
(٩) من المصدر.