وفي تهذيب الأحكام (١) : أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن الأشعريّ ، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ قال : الفيل مسخ ـ إلى قوله ـ : والجرّيث والضّبّ قوم (٢) من بني إسرائيل ، حيث نزلت المائدة على عيسى بن مريم ـ عليه السّلام ـ لم يؤمنوا فتاهوا. فوقعت فرقة في البحر ، وفرقة في البرّ.
وفي كتاب الخصال (٣) : عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال : سألت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن المسوخ؟
فقال : هي (٤) ثلاثة عشر : الفيل [والدّبّ] (٥) والخنزير ـ إلى قوله ـ : وأمّا الخنازير ، فكانوا قوما (٦) نصارى سألوا ربّهم ـ تعالى ـ إنزال المائدة عليهم. فلمّا أنزلت عليهم ، كانوا أشدّ ما كانوا كفرا وأشدّ تكذيبا.] (٧).
(وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) : يريد به توبيخ الكفرة وتبكيتهم. «ومن دون الله» صفة «لإلهين». أو صلة «اتّخذوني». ومعنى «دون» : إمّا المغايرة. فيكون فيه تنبيه على أنّ عبادة الله ـ تعالى ـ مع عبادة غيره كلا عبادة. فمن عبده مع عبادتهما ، كأنّه عبدهما ولم يعبده. أو القصور. فإنّهم لم يعتقدوا أنّهما مستقّلان باستحقاق العبادة ، وإنّما زعموا أنّ عبادتهما توصل إلى عبادة الله ـ تعالى ـ فكأنّه قيل : اتّخذوني وأمّي متوصّلين بنا إلى الله.
وفي تفسير العيّاشي (٨) : عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : لم يقله ، وسيقوله.
إنّ الله إذا علم أنّ شيئا كائن ، أخبر عنه خبر ما قد كان.
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٩ / ٣٩ ، ضمن حديث ١٦٦.
(٢) المصدر : فرقة.
(٣) الخصال / ٤٩٤ ، ضمن حديث ٢.
(٤) المصدر : هم.
(٥) من المصدر.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «فقوم» بدل «فكانوا قوما.»
(٧) ما بين المعقوفتين موجود في أولكن باختصار.
(٨) تفسير العياشي ١ / ٣٥١ ، ح ٢٢٨.