أذينة ، أنّ رجلا دخل على أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ فقال : رأيت كأنّ الشّمس طالعة على رأسي دون جسدي؟
فقال : تنال أمرا جسيما ، ونورا ساطعا ، ودينا شاملا. فلو غطتك ، فانغمست (١) فيه ولكنّها غطّت رأسك. أما قرأت (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي) «فلمّا أفلت» تبرّأ منها إبراهيم ـ عليه السّلام ـ.
قلت : جعلت فداك ، إنّهم يقولون : إنّ الشّمس خليفة ، أو ملك.
فقال : ما أراك تنال الخلافة ، ولم يكن في آبائك وأجدادك ملك. وأيّ خلافة وملكوت أكثر (٢) من الدّين والنّور ترجو به دخول الجنّة؟ إنّهم يغلطون.
قلت : صدقت ، جعلت فداك.
(وَحاجَّهُ قَوْمُهُ) : وخاصموه في التّوحيد.
(قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللهِ) : في وحدانيّته.
وقرأ (٣) نافع وابن عامر ، بتخفيف النّون.
(وَقَدْ هَدانِ) : إلى التّوحيد.
(وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ) ، أي : لا أخاف معبوداتكم في وقت. لأنّها لا تضرّ بأنفسهم ولا تنفع.
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً) : أن يصيبني بمكروه من جهتها. ولعلّه جواب لتخويفهم إيّاه من آلهتهم وتهديد لهم بعذاب الله.
(وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) : كأنّه علّة الاستثناء ، أي : أحاط به علما. فلا يبعد أن يكون في علمه أن يحق بي مكروه من جهتهم.
(أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (٨٠) : فتميّزوا بين الصّحيح والفاسد ، والقادر والعاجز.
(وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ) : ولا يتعلّق به ضرّ.
(وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) : وهو حقيق بأن يخاف منه كلّ الخوف.
__________________
(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : لأنعمت.
(٢) المصدر : أكبر.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٣١٨.